قبل ثلاث ساعات من حلول موعد الغذاء، تتصل نادية يونس بأحد المطاعم، لتستفسر عن أطباق اليوم، وتختار بعضها، لكن المطعم الذي تتصل به نادية (32 عاماً) «ليس كباقي المطاعم»، فهو متخصص في «الرشاقة»، التي أضنت نادية نفسها في البحث عنها، بعد أن تجاوز وزنها حاجز ال «100» كيلوغرام. ولا تتوانى نادية، في رواية تجربتها بأدق التفاصيل، فعندما شعرت أن مشكلتها مع «السمنة المفرطة»، بدأت تتزايد، بشكل «خطر»، قررت البحث عن «أية وسيلة متاحة، تساعدني في التخلص من الأرطال الزائدة حول أردافي ومعدتي وأقدامي، وفي كل جزء من جسدي»، بحسب قولها، وطرقت هذه السيدة أبواباً عدة، منها مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لتتلقى عبر صفحتها فيه «نصائح من كل مكان، حتى أن بعضها كان متضارباً ومتناقضاً، وكنت أحصل على نتائج بسيطة وغير ملاحظة». وأخيراً، اهتدت إلى «مطاعم الرشاقة»، التي تختص بعمل «الوجبات الصحية، التي بدأت تطفو على السطح بشكل ملاحظ، وتوفر عدد من الخدمات التي تساعد ممن يعانين من مشكلات صحية ناجمة عن السمنة، للتخلص منها، وعندها قررت نادية، «بعد تردد» خوض التجربة، «توقعت أن تخيب، فالريجيم الذي كنت ألاحقه ويلاحقني، لم يجد ثماره طيلة الأعوام الماضية، ولكنني عزمت على خوض تجربة هذه المطاعم، التي تختص بتقديم وجبات يومية رئيسة، وفق نظام معين، وتشرف عليها كوادر نسائية متخصصة في حساب السعرات الحرارية، والفائدة، والكم، والنوع». وتؤكد نادية بعد أشهر من التجربة، أنها «جعلت مني إنسانة ثانية» على حد تعبيرها، «نادية فعلاً، لكن نادية الممتلئة الرشيقة، وليس السمينة، التي كانت تعاني من مشكلات صحية بسبب سمنتها»، مضيفة أن «المطعم الذي اشتركت فيه، يعتمد آلية الاشتراك الشهري، ويرفق مع كل وجبة إرشادات صحية، والوجبات تصل إلى المنزل، بحسب طلب يتم رفعه إلى إدارة المطعم». وتقر نادية، أن أسعار الاشتراكات في مطاعم الرشاقة «مرتفعة، إلا أن الاهتمام المتواصل، والسؤال عن صحة الزبائن، يعوض عن ذلك، فهم يتعاملون مع المشترك على غرار ما يجدها المتسابقون في بعض البرامج التلفزيونية»، مبينة أن «للعامل النفسي تأثيرات واضحة على من يعاني من مشكلات صحية، والذي يجد من طاقم المطعم المتابعة والحرص»، وعن نتائج تجربتها، تستطرد «بعد نحو شهرين، بدأت ألاحظ نزول مؤشر الميزان، ومع مرور الوقت تفاجأت بأنني تخلصت من 17 كيلوغراماً، وأشعر حالياً بالرشاقة المستمرة وخفة الوزن». وتستشهد نادية بتجارب أخرى مماثلة، كانت السبب الذي دفعها إلى خوض غمار هذه التجربة، «إحدى صديقاتي اشتركت في أحد المطاعم، وحصلت على رشاقة تضاهي نجمات الفضائيات اللاتي يظهرن بصورة لافتة، وقد خاضت هذه التجربة بعد ما تراكم عليها من مشكلات صحية، نتيجة البدانة، التي كانت تعاني منها، وسببت لها آلاماً نفسية مزرية، ولكنها تخلصت من مشكلتها بإصرار وتحدٍ». وتختلف دوافع سيما إبراهيم (29 عاماً)، في البحث عن الرشاقة، عن دوافع نادية، ف «سيما» التي عانت لفترة طويلة من البدانة التي حرمتها القدرة على الإنجاب، لنحو ستة أعوام، تمكنت من التخلص من الشحوم التي كانت عائقاً لها كي تصبح أماً، لذا قررت الاشتراك في أحد المطاعم التي تقدم الوجبات الصحية، «للحصول على رشاقة أفضل على رغم ارتفاع الكلفة»، وتروي تجربتها «عندما راجعت عيادات الأطباء، اتضح أنني لن أتمكن من الإنجاب، بسبب وجود كمية من الشحوم على المبيض الأيمن، وهذا ما أدى إلى تكوين أكياس تتطلب جراحة، وقبلها يجب التخلص من الوزن الزائد، الذي يعتبر السبب الرئيس للمشكلة». وبدأت سيما في تخفيف الوزن، لتحصل على نتيجة «إيجابية»، فور ابتعادها عن «النظام الغذائي السلبي»، وتركها عادات صحية لازمتها أعواماً طويلة، وتمكنت من إجراء الجراحة التي تكللت بالنجاح، علماً بأنها أجرتها ثلاث مرات، قبل أن تتخلص من الوزن الزائد، وحققت سيما حلمها «حملت أخيراً، كما حصلت على جسم رشيق وعادات صحية سليمة، وأنجبت طفلي الأول بعد انتظار طويل».