إذا كنتم مستائين من نظام المخالفات المرورية الأتوماتيكي (ساهر) لأنه يغرمنا الكثير في بدايته، فاصبروا واقرأوا الأثر الحاصل خلال أقل من شهر واحد، فقد نشر موقع جريدة الرياض الإليكتروني يوم 24 مايو 2010م كلاما نسبه للعقيد عبدالرحمن بن عبدالله المقبل مدير مرور منطقة الرياض مدير مشروع «ساهر»، حيث ذكر أن إحصائيات المتابعة اليومية الصادرة عن النظام أظهرت أن حوادث الوفيات المرورية في العاصمة الرياض قد انخفضت من 37 حالة إلى 20 حالة فيما انخفضت إصابات الحوادث المرورية من 249 إصابة إلى 110 إصابات، وانخفضت أعداد الحوادث المرورية من 14094 حادثا إلى 10385 حادثا. العقيد يتحدث خلال أقل من شهر؛ مع أن الإلمام بقواعد المرور التي يخالفها ساهر، وتعود السائقين من سعوديين، وأجانب على سلوكيات تستجيب لما يتطلبه نظام (ساهر) سوف تأتي بأضعاف هذا التحسن، فعندما يتحول السلوك الجديد إلى عادة سوف نفقد سلوك النرفزة، والعصابية في القيادة الذي تلبسنا لعقود طويلة، وأعاق، بل وأهلك الكثير من الناس، فهل يرخص المال اليوم في سبيل نظام قوي لا تأخذه في الحق لومة لائم، ولا يعرف واسطة، أو قرابة، أو محسوبية؟.. نعم يرخص المال لفترة مؤقتة في سبيل حياة مرورية سليمة. بناء على علم السلوك سنتعود ببساطة على سلوك صحيح، وسوف نحصل على أقل مخالفات بالتعود، وليس بالنرفزة والعصابية، ومنطق الفروسية الذي يجعل الكثيرين يريدون أن يصيروا سادة الطريق، في مقدمة المنطلقين، وهي سلوكيات رديئة موروثة عانينا منها طويلا، واستعصت على الحلول. كل ما يأتي من مصائب المرور كان معنونا بسوء سلوك سائق عصابي، أو آخر جاء من بلده لم يقد سيارة في حياته، واتخذ قاعدة أسرع، وخالف لكي تصل، بل تحولت القاعدة إلى أن المخالف هو سيد الطريق. ليس مهما ما نعتقده عن ساهر، ونقوله في مجالسنا من تذمر من المخالفات المتكررة الآن، ولكن المهم ما يفعله الناس اليوم بعد تشغيل الكاميرات، وما يلحقها من نظم مخالفات، ورسائل، فالناس بدأت تخاف، وكثيرون غيروا سلوكهم القيادي، ودققوا في أنظمة منسية مثل الوقوف على خط المشاة، أو الدوران يمينا دون التوقف، أو اللحاق بالإشارة الصفراء بسرعة فائقة، أو التنقل بين المسارات بطرق غير صحيحة، وكون الناس تغير سلوكها أيضا في السرعة، وبعضهم بدأ يتعلم أن الشوارع المحلية لها سرعات أقل بكثير من سرعة الطرق السريعة، كل هذا له نتائج في المستقبل القريب في تعديل السلوك ليتحول إلى عادة عند السائق إلى عادة يمارسها بتلقائية، ودون تفكير. وللمرور أتمنى أن تعجلوا بالنظام في المدن المتوسطة، والصغيرة فالنظام في تلك المدن فالت بشكل لا يطاق، والسير بالمركبة في كثير من المدن الصغيرة التي أزورها هو مغامرة غير محسوبة لوجود رعونة غير طبيعية تحصد الأرواح، وتتلف الممتلكات، ولا تنسوا هذه الطرق السريعة التي يعمها تسامح نقاط التفتيش، وأمن الطرق، فكلها تحتاج ساهر، وسأكتب مقالا آخر لاستكمال الموضوع. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة