خمسة أعوام مرت على وجود مركز صحي وادي السهول في محافظة المجاردة في منطقة عسير وطوال تلك المدة ظل المركز الذي يخدم قرابة 1500 مواطن في حالة متأخرة للغاية إذ يعاني الإهمال من وزارة الصحة له مع اقتراب المبنى من السقوط. المركز الصحي تم اعتماده بمكرمة ملكية عندما داهم مرض حمى الوادي المتصدع المحافظة عام 1420 ه إلا أن تنفيذ المركز كان على فترات متقطعة امتدت لأكثر من ثماني سنوات، وهي فترة زمنية يتم فيها إنشاء مستشفيات كبرى، فما بالك بمركز صحي صغير. وفي ذلك يقول علي زاهر الربعي من سكان وادي السهول «لقد انتظرنا مركز الرعاية الصحية بفارغ الصبر إلا أن مراحل تنفيذه لم تكتمل فضلا عن أحواله الصحية المتدهورة، إذ أن طبيبا في المركز يعالج مرضاه وهو أصلا مريض وبحاجة للعلاج ونحن كسكان طالبنا كثيرا مديرية الشؤون الصحية في منطقة عسير لاستكمال المبنى الذي بات متهالكا مع مرور الزمن إلا أن التجاوب معنا كان معدوما ونحن بذلك نطالب وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن يتابع حالة المركز المتدهورة فضلا عن عدم وجود طبيب أو طبيبة مقيمة أو ممرضة وكل مافي الأمر طبيب يأتي يومين في الأسبوع ما جعلنا نضطر إلى المغادرة للمراكز الصحية القريبة أو مستشفى المجاردة العام». أما زاهر علي الربعي فيرى أن فرحة الأهالي لم تكتمل كون المبنى مفتوحا بدون فناء أو سور خارجي أسوة ببقية المراكز الصحية التي بنتها وزارة الصحة، والطريف في الأمر أن الكلاب الضالة وأغنام الأهالي تقف كل يوم على باب هذا المركز نظرا لعدم وجود بوابة رئيسة أو حارس يحافظ على هذا المنجز الصحي. ويقول سلطان الربعي «لقد زرت وشاهدت كثيرا من المراكز الصحية في المملكة إلا أنني لم أشاهد مثل مركز صحي السهول في المجاردة ،فهو بلا مولدات كهربائية وأبوابه مفتوحة للعبث وأجهزة التكييف في الهواء الطلق لاينقص من يريد سرقتها سوى الإقدام على ذلك في وضح النهار، أما السيول فقد جرفت جزءا كبيرا من أساس السور المزمع تنفيذه والمبنى آيل للسقوط إذا لم يتم الإسراع لمعالجة أحواله كون التنفيذ لم يراع فيه هطول الأمطار». ويتحسر علي محمد الربعي على وضع مركز الرعاية الصحية الأولية في وادي السهول قائلا «نحن كبار السن فرحنا بالمكرمة التي هي هدية في حد ذاتها كونها توفر علينا الترحال إلى المجاردة ومراكزها للعلاج إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل، حيث لايوجد طبيب أو طبيبة في المركز وننتظر مرور طبيب من مركز صحي الطلاليع ليتفقد أوضاعنا الصحية». وتساءل عبدالله أحمد الربعي قائلا «أين ذهبت ميزانية المبنى، حيث تم اعتماده قبل عشر سنوات ولم يكتمل ولازال مرتعا للكلاب الضالة والأغنام والأبقار ولا نعلم لماذا تم إهماله بهذه الصورة التي لاتعبر عن وعي صحي لدى المسؤولين في صحة عسير». من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في عسير سعيد بن عبدالله النقير أن عدد ملفات الأهالي في مركز الرعاية الصحية الأولية في وادي السهول لايتجاوز 400 ملف وقد تم إيصال أعمدة الكهرباء إلى المركز الصحي بصعوبة بالغة مع شركة الكهرباء كون المبنى يقع في منطقه نائية وهنالك طبيب يداوم بالنظام الجزئي من مركز صحي الطلاليع الأكثر كثافة من حيث عدد ملفات المرضى.