يسمع أهالي قرى حيد عبس شمال محافظة المجاردة عن المشاريع التنموية والحضارية وينتظرون أن تشملهم؛ كون القرية تفتقر إليها بشكل كلي، فمنذ أعوام عديدة لم تشهد القرية تنفيذ مشروع حيوي يحقق النقلة النوعية التي ينشدها الأهالي منذ وقت طويل. يقول سعيد أحمد الشهري «في كل عام نترقب تنفيذ المشاريع البلدية في القرية، ولكن تخيب توقعاتنا بشكل مستمر، فمنذ أعوام طويلة لم ينفذ أي مشروع حيوي في القرية؛ فعلى سبيل المثال المدخل الغربي لحيد عبس والوحيد الذي يربطها بمحافظة المجاردة مازال العمل مستمرا فيه منذ خمسة أعوام ولا نعلم أسباب تأخير التنفيذ حتى الآن». وأضاف تم تنفيذ طريق المدخل بطريقة بدائية خالية من الهندسة بدليل انتشار المنحنيات والمنعطفات الخطرة في مواقع عديدة ما تسبب في وقوع العديد من الحوادث المأساوية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء. وأشار سلطان عبدالله الشهري، إلى أن مطالب أهالي القرية تنحصر في الخدمات البلدية، وخاصة فيما يتعلق باعتماد مجمع قروي يقدم خدماته المختلفة لأكثر من 20 قرية تابعة لمركز عبس، مطالباً الجهات المعنية بتنفيذ المشاريع البلدية في أرجاء القرية، وتكثيف الرقابة البلدية على المطاعم والمخابز ومحال بيع المواد الغذائية كون العديد من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل يستغلون بعد القرية للعمل بعيداً عن التقيد بالاشتراطات الصحية والجولات التفتيشية من قبل الفرق البلدية الميدانية. وانتقد أحمد عبدالله الشهري عدم تنفيذ مشروع لتسوير وصيانة المقابر المكشوفة في القرية، مشيراً إلى أن العديد منها أصبحت مراعي للمواشي والأغنام في انتهاك صارخ لحرمة الموتى. وطالب بلدية المجاردة بتنفيذ مشروع لتسوير المقابر والعمل على استحداث مقابر جديدة في عدد من القرى. واعتبر عبدالله علي الشهري، تطوير مركز الرعاية الصحية الأولية في قرى حيد عبس من أهم مطالب الأهالي، وقال لا يوجد في المركز طبيبة نساء وولادة ما يضطر الحوامل على الكشف عند الطبيب العام. وأضاف لا بد من تطوير المركز وعيادة الأسنان وقسم المختبر ليكون مؤهلا لاستقبال الأعداد الكبيرة من المرضى والمراجعين بدلا من تحويلهم إلى مستشفى المجاردة العام. وتسأل محمد عبدالله الشهري عن الأسباب التي منعت بلدية محافظة المجاردة عن تنفيذ مشاريع لإنارة ورصف وتشجير الطرقات الداخلية في القرى. وقال طرقات القرى لا يمكن عبورها ليلا كونها مظلمة ولا يوجد فيها أرصفة ما أدى لوقوع العديد من الحوادث المرورية. سالم محمد الشهري يقول «اضطر الأهالي على حرمان أكثر من 50 طالبة من التعليم الجامعي هذا العام؛ نظرا لبعد المسافة بين قرى عبس وكلية التربية في محايل عسير والتي تبعد ما يقارب 250 كلم، وبالرغم من طول المسافة والمشقة التي تتكبدها الطالبات إلا أن جامعة الملك خالد لم تلتفت لمطالبنا المتكررة بافتتاح فرع لها في محافظة المجاردة للتسهيل على طالبات قرى عبس». وأضاف «منعنا بناتنا من إكمال تعليمهن الجامعي خوفاً عليهن من مخاطر وحوادث الطريق». من جانبه، اعترف رئيس بلدية محافظة المجاردة حمد آل درهم القحطاني بحاجة قرى حيد عبس لتنفيذ العديد من المشاريع كسفلتة وإنارة ورصف الطرقات وتسوير بعض المقابر المكشوفة. وأضاف هناك أولوية لتنفيذ المشاريع في هذه القرى قريباً، مشير إلى أن القرية شهدت خلال الخمسة أعوام الماضية تنفيذ العديد من المشاريع التي ساهمت في تنمية القرى.