وقف أكثر من 5000 زائر مبهورين أمام 92 اختراعا سعوديا وعالميا في معرض (ابتكار 2010) في ثاني أيامه أمس. وحظي المعرض الذي ازدحم بالزائرين بجولات وزارية خلال الفترة الصباحية. وتتواصل الفعاليات وسط توقعات بأن يتضاعف عدد الزائرين ليصل إلى ما يقارب عشرة آلاف شخص بعد النجاح الكبير الذي تحقق في اليوم الأول، وسيزور المعرض 2250 طالبة وطالبا يمثلون 90 مدرسة خلال الفترتين الصباحية والمسائية، حيث يتضمن البرنامج الزمني اليومي استقبال (15) مدرسة كل ساعة، حيث يشارك (25) طالبا من الموهوبين والمبدعين في كل مدرسة بداية من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساء، وسيشارك جميع الطلاب في ورش العمل عن الاختراعات التي قدمها المبتكرون من مختلف الجهات. وخطف الأنظار أمس اختراع الرجل الآلي واستمر موكبه في كل أرجاء قاعة هيلتون جدة وسط احتفالية من طلاب المدارس الذين حرصوا على التقاط الصور معه والتعرف على طريقة عمله وقصة اختراعه. وتحدث الخبير أيمن حجازي عن الرجل الآلي لأكثر من 1000طالب أمس، كما قدم عروض فيديو عن عالم الروبوت وتطبيقاته وعن مكونات الروبوت ومستقبله وفي توجيه هذه التقنية لصالح المجتمع. في المقابل، توقف جميع الزائرين من بينهم وزير المياه والكهرباء أمام الجثمان المحنط الذي وضع أمام جناح جامعة الملك عبدالعزيز داخل المعرض، حيث اعتلت الدهشة الجميع عندما عرفوا أن الجثمان الذي يستخدم لتدريب طلاب كلية الطب. ووقف الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام الحياني وكيل كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز والمهندس يحيى عبدالرزاق بدر (تركي) يرويان قصة المومياء .. فقالا: حصلنا على براءة الاختراع منذ 11 سنة من الاتحاد الأوروبي، حيث نجحنا في تطوير تقنية التحنيط عبر إنشاء جهاز جديد نستغني من خلاله عن مادة (الفورملين) المسرطنة التي كانت تستخدم في السابق وتمثل تهديدا للأطباء والطلبة على حد سواء، والجهاز قادر على إنتاج (مومياء) كل عشر ساعات. وأوضح المهندس يحيى عبدالرزاق بدر أن التقنية الجديدة التي تعتبر من أهم الاختراعات في السنوات الماضية لم يتوقف أمرها على تحنيط الجثث التي يتدرب عليها طلاب كليات الطب، بل هناك اختراع جديد يتمثل في معالجة قرحة القدم السكرية للمرضى. حيث يعتمد الجهاز على أربع مراحل ويعمل آليا عبر تحنيط الجزء الميت لدى مريض الغرغرينا بطريقة المومياء وإيقاف التسمم بالدم الناتج عن تحلل الجزء الميت ومنع النسيج السليم من التلف بسبب هذا التحلل، كما أنه الحل الوحيد للمرضى الذين لايتحمل وضعهم الصحي التخدير. وشرح آلية عمل الابتكار ومكوناته قائلا «يتم تحنيط النسيج الميت لدى المريض باستخدام تقنية المومياء، حيث يتم غسل القدم بالإيثانول الممدد، وتدفئة القدم بالماء الفاتر لزيادة قدرتها على امتصاص الأوكسجين ثم ضخ الأوكسجين لتنشيط الأعصاب، وعمل طبقة شمعية عازلة محيطة بالجرح المفتوح قبل اخراج القدم من الجهاز. مشيرا إلى أن الجهاز يتكون من مضخة هواء وخزان محلول التحنيط وخزان ايثانول ممدد وخزان ماء، مع دارة تسخين واسطوانات أوكسجين وصمامات تحكم وصمامات عدم رجوع وكونترول ويعمل بالكمبيوتر وحوض معالجة القدم الذي يحتوي مدخل السوائل ومدخل الهواء ومدخل الأوكسجين ومخرج رمي المخلفات وإطار إحكام هوائي حول القدم ومحبسات استشعار مستوى المحلول الأدنى والأعلى وأخيرا يحتوي النظام على خزان المخلفات وفيه كيس المخلفات والتوصيلات. وتشمل الفعاليات المصاحبة لمعرض (ابتكار 2010) خلال اليومين المتبقيين محاضرة يقدمها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز عن الابتكار بين الواقع والمأمول، يتحدث خلالها عن الابتكار تعريفه ومفهومه والآلات التي يحتاج إليها المخترع، كما يستعرض تجربته الشخصية في الابتكار والاختراع، ويجيب عن سؤال مهم عن المعيار الذي يمكن أن يطلق من خلاله على الفكرة أنها ابتكار. وسيجري عدد من اللقاءات المتفرقة على مدار أيام المعرض يقدم خلاله المخترعون أفكارهم ومشاركاتهم، كما ينتظر أن يشهد المعرض تقديم أربع قصص نجاح لتجارب بارعة وصلت إلى السوق ونالت إعجاب الكثيرين. وستكون البداية مع ورشة عمل عن مهارات التفكير وهو برنامج للصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية يقدمه عمرو البدوي وندى الحمود ويساعد على تمييز الشيء المطلوب عن باقي الأشياء ويساعده على دقة الملاحظة والتفكير الناقد، في حين تحاضر شذى بوطة عن مفاتيح الإبداع ولعبة الإبداع التي تناقش حقيبة التفكير الإبداعي والعديد من مهارات التفكير العليا والدنيا عبر العديد من مهارات تطوير الذات كما أنها تحفز الطلاب لإطلاق قدراتهم الإبداعية. ويحاضر الدكتور علي الرشود عن متعة العلوم، حيث يقدم الجوانب العلمية المهمة والداخلة ضمن المنهج الدراسي بالآلية السابقة والاستفادة من جانبي المتعة والتنافس لدى المتلقي وتستهدف طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وتعرض واحة جدة للإبداع العلمي ورشة عمل عن (العمل الجماعي) بهدف تطبيق مهارات العمل الجماعي في المناهج.