بعد أكثر من 5 آلاف سنة لآخر تحنيط أذهل اكتشافه العلم الحديث، جددت جامعة الملك عبدالعزيز، التحنيط لغرض علاج قرحة القدم السكرية متعدد المراحل أو ما يسمى ب "الغرغرينا" بتحنيطها أول مومياء في العصر الحديث، اذ تم بفضل نظام معالجة قرحة القدم معالجة أقدام 60 مريضاً وتجنيبهم البتر في المستشفى الجامعي. وتوسط معرض جامعة الملك عبدالعزيز المقام في معرض الابتكار 2010م بفندق الهلتون بجدة أول جثمان محنط بطريقة المومياء منذ 11 شهراً، ويقدر العمر الافتراضي للتحنيط الحديث 30 عاماً، ويحل التحنيط بديلا عن البتر الذي يسبب أزمة اجتماعية ونفسية واقتصادية على الشخص المصاب بالغرغرينا بواسطة جهاز تدخل القدم المصابة بالمرض ويتم تحنيطها. وأوضح المهندس يحيى عبدالرزاق بدر الذي شارك الدكتور عبدالمنعم عبدالسلام الحياني الابتكار أن نظام معالجة قرحة القدم السكرية متعدد المراحل هو جهاز يعمل على 4 مراحل ويعتمد على فكرة تحنيط الجزء الميت لدى المريض بالغرغرينا بطريقة المومياء وايقاف التسمم بالدم الناتج من تحلل جزء الميت ومنع النسيج السليم من التلف جراء التحلل، وكما أنه الحل الوحيد للمرضى الذين لا يتحمل وضعهم الصحي التخدير. وأبان بدر أن المستشفى الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز يعمل حاليا بهذا النظام حيث تم علاج ما يقارب 60 شخص كانوا عرضة للبتر، والآن يعيشون حياة كريمة ويعتمدون على أقدامهم الميتة في المشي والتنقل بطريقة طبيعية، حيث جنبهم نظام تحلل الأجزاء والأطراف المصابة بالغرغرينا، مشاكل عدة سواء اجتماعية أو نفسية. ولفت بدر إلى أن آلية عمل الابتكار مكونة من تحنيط النسيج الميت لدى المرضى، غسل الجزء المحنط بمادة الايثانول الممدد، تدفئة الجزء المحنط بالماء الفاتر لزيادة قدرته على امتصاص الأوكسجين ثم ضخ الأوكسجين لتنشيط الأعصاب، وعمل طبقة شمعية عازلة محيطة بالجرح المفتوح قبل اخراج القدم أو اليد من الجهاز. وأضاف أن الجهاز يتكون من مضخة هواء وخزان محلول التحنيط وايثانول ممدد وخزان ماء مع دارة تسخين واسطوانات أوكسجين صمامات تحكم، وصممات عدم رجوع، وكنترول يعمل بالكمبيوتر، وحوض معالجة الجزء المصاب بالغرغرينا الذي يحتوي على مدخل السوائل ومدخل الهواء وآخر للأكسجين، ومخرج رمي المخلفات الناجمة عن التحنيط.