من أكبر الأخطاء أن يميل الإنسان إلى التعميم في آرائه وأحكامه.. الأشياء والناس والمواقف والظروف لا تتطابق، وبالتالي ليس من المنطق أن ينسحب حكم واحد عليها جميعا.. هكذا أعتقد دائما، وهكذا كان شعوري وأنا أدلف بوابة المديرية العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع زملائي أعضاء فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان.. كنت أتوقع أن يشوب النقاش بعض التوتر أو الاختلاف لأننا نحمل قائمة بمواضيع طالما سمعنا بعض الإخوة من منسوبي الهيئات يرفضون النقاش فيها بحساسية لا مبرر لها، وربما يذهبون بعيدا في ظنونهم عندما تثار أمامهم.. كنا نود أن نفتح المواضيع التالية: * الإفراط في حالات الاشتباه.. * إيضاح حقوق المتهم عند القبض عليه.. * إشراك المرأة في إجراءات القضايا التي تكون النساء طرفا فيها.. * العنف والمطاردة.. * توعية المجتمع عبر الإعلام والمؤسسات التعليمية.. * نشر ثقافة حقوق الإنسان بين منسوبي الهيئة.. مواضيع كهذه ظننت أنه ليس من السهل التوغل في تفاصيلها، بيد أن ظني لم يكن صحيحا لحسن الحظ.. استمعنا في البدء إلى شرح مسهب من المدير العام الدكتور عبدالرحمن المدخلي لبرامج التطوير المستحدثة في أنظمة الهيئة وبرامج التدريب النوعية التي يتلقاها منسوبوها في مراكز وجامعات ومعاهد متخصصة. ثم استمعنا إلى أنواع القضايا التي تباشرها الهيئة في المنطقة ونسب حدوثها وأساليب التعامل معها، والحرص على سلامة المجتمع من كثير من الشرور التي رأينا إثباتاتها والأدلة عليها.. لم يحدث خلاف بيننا على بعض الاجتهادات الفردية غير المنضبطة التي تسيء إلى الهيئة كمؤسسة وإلى مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لم يبادر المدير وزملاؤه إلى الاحتماء بالدفاع عن كل شيء أو اتهام المجتمع بالتجني أو استهلاك بعض المقولات التي لا تؤسس لعلاقة طيبة بين الهيئة والمجتمع.. مضت ساعات من النقاش لم نشعر بها لأنه كان نقاشا رائعا وراقيا، خرجت بعده وأنا أردد: فعلا هناك فرق بين المبشرين والمنفرين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة