راهن الكثير على حتمية تراجع مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة عن تصريحاته التي أطلقها قبل فترة عن الاختلاط؛ استنادا إلى أنه لن يستطيع مقاومة ما سيتعرض له من نقد وضغط من خارج وداخل منظومته، بيد أنه مضى بعيدا في إقدامه حين فجر قضية أخرى بشأن إغلاق المحال وقت الصلاة في محاضرته في نادي الطائف الأدبي. وها هو يعود مرة أخرى على صفحتين كاملتين في «عكاظ» يوم أمس، الموضوع إذن، ليس فرقعة إعلامية تورط فيها لمرة ثم أعاد حساباته وتراجع عنها، أو نوبة من شطحات الفكر تلزمه بإعادة النظر فيها، إنما قناعة بما توصل إليه في بحثه واجتهاده، لم نسمع في مقابلها ردودا علمية تقارع الحجة بالحجة، إنما تسفيه وتعريض وإساءة بالغة لشخصه كما أشار في حديث الأمس، وكما قرأنا في مواقع عديدة وقتما طرح رأيه.. وبالمناسبة.. أود الإشارة إلى رسالة موضوعية هادئة تلقيتها من الدكتور عبد المحسن القفاري، مدير العلاقات العامة في الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف بعد مقالي (على رسلك يا هيئتنا الموقرة) المنشور يوم الأربعاء الماضي تعليقا على الرد الغاضب للهيئة على صحيفة «عكاظ» واتهامها بالتجني والمغالطة في أخبارها عن الهيئة وبعض مقالات كتابها. وبعد شكري للدكتور القفاري أرجوه أن يقرأ بعض الإشارات المهمة في حديث الدكتور الغامدي يوم أمس، ومنها حين سأله المحاور عن الحملات التي تواجهها المملكة بسبب بعض القرارات الفردية الخاطئة لبعض أفراد الهيئة، فأجاب الغامدي بأن معالجة هذا الموضوع تقتضي تحديث نظام الهيئات وتحديد أهداف الجهاز واختصاصه بدقة ووضوح، ثم نحدد آلية تنفيذ تلك الأهداف والصلاحيات والمسؤوليات لمنسوبيها، كما أن علينا أن نختار الأمثل فالأمثل من المعتدلين الوسطيين لتنفيذ تلك المهمة، مع متابعة تنفيذ ذلك عن قرب عبر وسائل رقابية تضبط كيفية تنفيذ ذلك كله بحزم وقوة وأمانة.. باختصار شديد، هذا ما قاله الدكتور الغامدي، وهو ما سوف يحل كل الإشكالات في الداخل قبل أن يحد من السمعة غير الجيدة لجهاز الهيئة في الخارج.. الدكتور الغامدي يتحدث من موقع تنفيذي في جهازه، وحين يقر بوجود نماذج من ذوي التهور والاندفاع الذين لا ينضبطون بالنظم والتعليمات إما لهوى أو لجهل بفقه الولايات الشرعية فإن جهيزة قد قطعت قول كل خطيب، وهذه الحقيقة التي تثير أعصاب الهيئة عندما يتحدث عنها متابع أو راصد في وسيلة إعلامية، ها هي تأتي بكل وضوح على لسان مسؤول يصعب أن يتجنى على جهازه ويتحدث بما ليس فيه، لأنه يعيد قوله هذا إلى قاعدة أن لزوم بيان الحق واجب على أهله.. نعم هناك نماذج إيجابية رائعة نعرفها جيدا في جهاز الهيئة، لكن المشكلة في ذلك الصنف الذي يعرفه الجميع وأشار إليه الدكتور الغامدي، وذلك ما لا يجب أن تنفيه الهيئة جملة وتفصيلا، وتدخل بسببه في جدل عقيم مع المجتمع.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة