فقدت شركة في العاصمة الرياض، متخصصة في تسويق الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، الاتصال مع سائق شاحنتها العملاقة الذي توارى عن الأنظار بحمولة بضائع تقدر قيمتها بنحو ثلاثة ملايين ريال. وذكرت معلومات لاحقة تحصلت عليها الشركة، أن السائق الآسيوي باع الأدوات والأجهزة الكهربائية لحسابه الخاص لعدد من الباكستانيين وترك الشاحنة العملاقة في أحد الشوارع الطرفية قبل الاختباء في مكان غير معلوم. إدارة الشركة التي ضربتها الحيرة من تصرف سائقها أبلغت سلطات الأمن في جدة بالواقعة، وأمكن التعرف على مكان الناقلة بواسطة تقنيات حديثة أسهمت بها الشركة في سبيل الوصول إلى المسروقة. وبحسب المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، فإن الشركة المعنية استخدمت تقنيات مرتبطة بالقمر الصناعي في معرفة مخبأ الناقلة ثم زودت سلطات الأمن بالمعلومات المهمة. الواقعة بدأت فصولها الأسبوع الماضي، في العاصمة الرياض عندما كلفت إحدى الشركات الكبرى سائقها الآسيوي بنقل شحنة من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية إلى جدة وتسليمها إلى عميل. مضت الأيام سريعا دون أن يسلم السائق ما في عهدته، وزاد الأمور تعقيدا انقطاع الاتصالات بين الطرفين بسبب غلق هاتف السائق، وأثمرت اتصالات مكوكية أجرتها الشركة مع عدة جهات عن معلومات متناثرة عن تصرف السائق في الحمولة وبيعها لثلاثة باكستانيين مقابل مبلغ مليون ريال. وأكد أقارب السائق ومعارفه الحقائق الجديدة فلم تتردد الشركة في إبلاغ سلطات الأمن في جدة بالمعلومات مع خيوط في غاية في الدقة، وخرائط إلكترونية توضح مكان الناقلة. بناء على المعلومات المتوافرة تحركت شرطة جدة سريعا وحددت مكان الناقلة في أحد شوارع شرق المحافظة، ولما لم يمض وقت طويل وصلت الشرطة إلى المكان المحدد كما توصلت إلى ثلاثة باكستانيين اشتروا الحمولة من السائق الهارب بمبلغ زهيد يقل عن سعره الأصلي بنحو مليوني ريال. وأفاد هؤلاء أن البائع تسلم ثمن الصفقة وتوارى عن الأنظار. وأبلغ «عكاظ» المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن سلطات الأمن تحفظت على الثلاثة ووجهت ضدهم تهمة شراء بضائع دون أوراق رسمية أو فواتير معتمدة، مشيرا إلى أن الشركة ضربت مثلا رائعا في التعاون عندما قدمت معلومات دقيقة عن مخبأ الناقلة باستخدام شرائح ذكية مخفية في الناقلة ومرتبطة بالأقمار الصناعية. وأضاف الجعيد أن الأجهزة تلاحق السائق الهارب. وزاد الجعيد أن الشرائح الإلكترونية الذكية التي استخدمتها الشركة أسهمت في رصد تحركات الناقلة ومكان إخفائها. وحث المتحدث كل الشركات تطبيق مثل هذه الوسائل الهامة لحماية ممتلكاتها من العبث والسرقة.