استهل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته أمس على تراجع، مواصلا بذلك رحلة الهبوط التي بدأها من أعلى قمة سجلها بتاريخ 4 مايو (أيار) الجاري، والمحددة عند مستوى 6939 نقطة، مسجلا قاعا جديدا عند مستوى 6242 نقطة، ليصل مجموع ما جرى تصحيحه خلال هذه العملية نحو 697 نقطة، مقتفيا أثر أسواق البورصات العالمية وأسعار أسواق النفط التي ما زالت هي الأخرى تعاني من تداعيات الأزمة اليونانية، والتي زادت المخاوف من جرها لاقتصاد 15 دولة أوروبية أخرى، خصوصا وأنها سجلت في السنوات السابقة عجزا في ميزانيتها ولأكثر من أربع مرات، ويعتبر الهبوط الحاد في أسعار اليورو أمرا مفرحا بالنسبة إلى اليونان ولكنه يثير القلق في الدول الأوروبية الأخرى؛ إذ أن هبوط سعر العملة يعني هبوط الأجور أيضاً ونموا اقتصادياً بطيئاً علماً أن أوروبا تحاول الخروج من أزمة ركود اقتصادي. من الناحية الفنية، كسر المؤشر العام أمس منطقة الدعم الثاني، والممتدة ما بين 6353 إلى 6272 نقطة، وسجل قاعا يوميا عند مستوى 6242 نقطة، وأعطى أهدافا غير مؤكد بالوصول إلى مشارف 6135 نقطة، ومن الممكن أن تشهد بعض الأسهم في اليومين المقبلين ارتدادات، الهدف منها ترتيب المحفظة من جديد، ولكن تظل السوق تحت وطأة الأسهم القيادية، التي هي الأخرى وصلت إلى قيعان قادرة على التماسك. وافتتحت السوق جلستها اليومية على هبوط بلغ قوامه في الساعة الأولى نحو 119 نقطة، والسيولة قاربت على 1,4 مليار ريال، وكان قطاع البتروكيماويات هو من يقود حركة التراجع، ومع بدء تعاملات الساعة الثانية عمق المؤشر خسائره إلى أكثر من 159 نقطة، نتيجة تحول أسهم الشركات القيادية إلى أسهم مضاربة، وفي مقدمتها سهم سابك الذي سجل سعر 88 ريالا، لتسيطر المضاربة على مجريات الجلسة، وكان من اللافت أن السوق تتراجع ككتلة واحدة بسبب تركيز البيع والشراء في أسهم قطاع البتروكيماويات، ويمكن أن ينتج عن ذلك ضعف سطوة المؤشر العام على الأسهم الخفيفة، مع محاولة استيعاب السيولة الزائدة عن طريق تحريك الأسهم الثقيلة من الصنف الثاني، ذات الأسعار المتدنية، خاصة وأن هناك عددا من الشركات هبطت أسعارها أقل من سعر الاكتتاب، مع ملاحظة أن السوق المحلية تتفاعل مع السوق الأمريكية، التي كانت أمس واليوم تقضى إجازتها الأسبوعية، ومن المقرر أن تستأنف أعمالها غدا، فلذلك من المتوقع أن تبدأ السوق السعودية في جس نبضها في الجزء الثاني من جلسة اليوم. وعلى صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام في المنطقة المحيرة بين دعم 6287 ومقاومة 6333 نقطة، حيث توقف على خط 6315 نقطة، متراجعا على المدى اليومي 85,60 نقطة، مقلصا خسائره اليومية إلى ما يعادل 1,34 في المائة، وتجاوز حجم السيولة 4,611 مليار ريال، وبكمية أسهم تجاوزت 214 مليون سهم، جاءت موزعة على نحو 96 ألف صفقة، وارتفعت خلال الجلسة أسعار 40 شركة، جاء سهم زين في المقدمة، حيث أغلق على النسبة القصوى، وكان آخر سعر بلغ 9,70 ريالا وبمكسب 85 هللة، مستفيدا من الأنباء التي تشير إلى نية الشركة في تخفيض رأسمالها، ثم جاءت أسهم أنابيب، إعمار، تبوك الزراعية، المواساة وصناعة الورق، وجميع الأسهم المرتفعة لم تتجاوز مكاسبها 1,50 ريال، وتراجعت أسعار أسهم 90 شركة، احتل سهم الصقر للتأمين صدارة الأسهم التي شهدت تراجعا بنسبة قاربت 7 في المائة، ورافقه كل من عذيب، أسمنت السعودية، الزامل الصناعية، سافكو، وأسمنت الجنوبية، وكان سهم زين تصدر قائمة الشركات الأكثر ارتفاعا من حيث الكميات بتنفيذ ما يقارب 53 مليون سهم، فيما احتل سهم سابك قائمة الشركات الأكثر ارتفاعا من حيث القيمة نحو 800 مليون ريال.