فقدت الساحة الفنية العربية أمس الأول الموسيقار المصري حلمي أمين في جدة، وذلك أثناء زيارة له للمملكة لأداء العمرة، حيث اعتاد أداءها في مثل هذه الأيام من كل عام ليلتقي هنا بابنه الممثل محمد حلمي أمين وابنته. جاء رحيل أمين (صاحب لحن أغنية عنابي) بعد تعرضه لنزلة معوية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى بخش، حيث فاضت روحه عن 76 عاما قضى معظمها أو كلها في الاشتغال في الحياة الفنية الموسيقية العربية. وناب الراحل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في نقابة المهن الموسيقية ثلاث دورات متعاقبة، ويذكر أنه كان ثالث المرشحين في الانتخابات الأخيرة لنقابة الموسيقيين في القاهرة الشهر الماضي، التي فاز فيها منير الوسيمي ونافسه فيها أيضا هاني مهنا، وانتهت بغياب الراحل واختفائه من المشهد الانتخابي بشكل قاطع. حلمي أمين كان ضيفا هذا الأسبوع برفقة «عكاظ» في أمسية لدى الشريف غازي، حيث كانت كاميرا «عكاظ» ممثلة في مصورتها سوزان إسكندر آخر من صور حلمي أمين صحافيا. الراحل ابن عم الموسيقار محمد الموجي والشقيق الأكبر للشاعر عبد السلام أمين. وهو من مواليد بيلا في محافظة كفر الشيخ 1935، حاصل على دبلوم زراعة. انطلق من إذاعة الإسكندرية بعد خضوعه للجنة استماع مكونة من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم والشجاعي. لحن لكبار المطربين العرب لعل من أشهرهم كارم محمود «عنابي»، وعبد اللطيف التلباني «افرحوا يا حبايب»، وسعاد محمد وثريا حلمي وشادية ووردة «اهي جات كدة»، وعادل مأمون ومحمد العزبي، وأماني جادو ونهاد فتوح وأحمد سامي وياسمين الخيام وشريفة فاضل، ونجاح سلام، كما لحن الكثير من الابتهالات والأدعية لسيد النقشبندي طوال نصف قرن، وأول لحن له ظهر في الأول من أبريل 1965 بصوت عبد الرزاق إبراهيم.. كما ألف الموسيقى التصويرية لمئات الأفلام العربية، وهو من ابتكر ثلاثيات الغناء الجماعي العربي، وقدم الكثير من الفرق لعل من أشهرها الثلاثي المرح وقدم الكثير من الأوبريتات منها «العمرة مرة» وأوبريت «نصيبك يصيبك» وغيرها. يذكر أن ابنه عازف آلة الكمان مصطفى الموجي قطع رحلة عمل فني مع الفنان ماجد المهندس في الدوحة ليصل جدة للمشاركة في دفن والده.