كثيرا ما نتساءل لماذا في الغالب كان ويكون إنتاجنا للمواد الإعلامية والفنية ضعيفا في البرامج والدراما والمنوعات، وفي كل شيء نقدمه للمشاهد في القطاع الحكومي «العام» أو في شركات الإنتاج الفني الخاصة على حد سواء... نتساءل ونتساءل دوما أين مواطن وأماكن السر في عدم ظهور إنتاجنا بشكل يوازي المصروف على الإنتاج، رغم أن الصورة واضحة جدا ولا تحتاج إلى وقت وتفكير كبيرين، إذ السر يكمن في الحلقة الوسيطة وهي المنتج أو صاحب شركة الإنتاج الذي بإمكانه أن يقدم عملا فنيا بديعا في الوقت الذي يمكنه أن يكسب 40 في المائة من ميزانية العمل المطروحة أو المقدرة، وتحديدا المقدرة لأنه ليس من منتج أو مكلف بالإنتاج لدينا في المنطقة إلا ويكون تقدير تقييمه للعمل ماديا مضاعفا كي تدخل مبدئيا نفس نسبة مجمل العمل في جيبه، ومن ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تنفيذ العمل بنسبة لا تتجاوز من 20 إلى 30 في المائة من الميزانية دون أي اعتبار لأهمية ما يمارسه من تجارة ليس لها علاقة بتجارة قطع الغيار أو الأدوات المنزلية أو ما شابه. للأسف ما يحدث، أن هؤلاء لا يعلمون أن الواجب هنا يحتم عليهم الصدق في العمل، شأنه شأن كل مناهج العمل في هذه الحياة في قانون المشروع وغير المشروع، بالعربي «الحلال والحرام» بعيدا عن جدلية تحريم وتحليل العمل في الفن والإعلام تلك الجدلية العقيمة التي ليس لها بداية أو ختام. وهذه شكوى عامة يملك تصحيحها فقط ضمائر أولئك المنتجين والمكلفين بالإنتاج الفني والإعلامي وليس من يعتلون سدة الإدارة الذين هم في غاية الأمر وآخره لا يلامون. ما جعلني أتحدث عن ذلك أشياء عديدة منها الهزال والضعف العام للإنتاج البرامجي المشاهد في المنطقة، والذي يتنامى إلى أسماعنا كإعلاميين ميزانيات ضخمة 10 في المائة فقط منها كفيلة باظهاره بهذا الهزال. بينما يظل هناك أناس يعملون بصدق يرضي الله ويرضي المشاهد أيضا ويرضي «أنفس العاملين بها» حتى لو كانت هناك سرقة... اختلاس سمها كما شئت فإنها لا تتجاوز زحلقة 5 في المائة فقط، وهذا أيضا كثير وقبل هذا حرام، وللعلم فإن الربح الفاحش في العمل «أكيد منو حلال» والفاحش أقصد 2000 في المائة مثلا كم كنت أود لو أتيحت الفرصة لكثير من منتجينا لمشاهدة حلقة رابح مادجر من برنامج «جزيزة النجوم» في قناة الجزيرة التي أنتجت عملا أقل ما يقال عنه إن كل هللة دفعت فيه كانت ظاهرة وجلية أمام المشاهد في حلقة من برنامج فكرته العامة نمطية تناولتها كل تلفزيونات العالم، لكن «الرك» على الإنتاج. صحت مما حل بي وأنا أرى الحلقة: ليت قومي يعلمون!!. فاصلة من إبداع الشاعر عبد الله عبيان: اللي يمن بجميله بعد ما يعطي مثل المطر في البحر ما يترك عذوبة والكلمة الصادقة لو تجرح المخطي أحسن من الكذبة اللي تستر عيوبه