يدخل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم تعاملاته، وأمامه العديد من المهام التي يحتاج إلى إنجازها، ولعل في مقدمتها إعادة ترميم آثار الهبوط الذي تعرضت له السوق مع مطلع الأسبوع الماضي، عندما خلف وراءه كسر منطقة التماسك والممتدة ما بين 6575، والتي تم تسجيلها كقاع سابق بتاريخ 15/3/2010 م إلى خط 6681 نقطة، والتي جاء كسرها في خلال جلسة واحدة، ليغلق تعاملاته في نهاية الأسبوع فوق هذه المستويات و بفارق عشر نقاط عند حاجز 6691 نقطة. من الناحية الفنية وبغض النظر عن الأسباب والدواعي التي تقف وراء الهبوط الأخير، إلا أنه في مجمله يعتبر كسر هذه المنطقة في مطلع الأسبوع الماضي سلبيا، وتؤكدها ردة الفعل التي حدثت في الجلسة التي تليها، حيث ارتدت السوق كارتداد للمضاربين، عندما ارتدت ككتلة واحدة، مما يعني أن السوق تعرضت لعملية بيع مكثف في هذه المنطقة وخلال تلك الجلسة، إضافة إلى عملية تصريف احترافي عندما ارتدت، وهي نفس المنطقة التي تجاوزتها قبل شهرين بكمية شراء أقل من المطلوب، نتيجة ارتفاع الشركات القيادية، والأكثر تأثيرا في المؤشر العام، بعكس الشركات الصغيرة التي لم تتفاعل حينها مع المسار الصاعد، مما سبب هشاشة في أسعار الدعم لكثير من الأسهم، لم تستطع مقاومة حالة البيع المكثف الذي حدث في جلسة واحدة، وما زالت بعض الأسهم تسجل قيعانا جديدة وأخرى أقل من سعر الاكتتاب، وهذا يصعب تلافي السلبية أمام المؤشر العام ويحتاج إلى أكثر من أسبوع لتلافيها، ولكن الإيجابية في تعاملاته الحالية أن السوق بدأت تقلص السيولة الانتهازية وذلك عندما سجلت آخر جلسة أحجام بحوالي 3.2 مليار، والتي تعتبر الأقل على مدى الشهر الماضي، وفي خلال خمس جولات سجلت التداولات كميات بلغت حوالي 927.13 ملايين سهم، وبلغت قيمتها حوالي 22.4 مليار ريال، جاءت موزعة على أكثر من 456.77 ألف صفقة، مقابل كمية تداول ما قبل الأسبوع الماضي والذي بلغت حوالي 881 مليون سهم بقيمة بلغت نحو 20.29 مليار ريال لتحقق الكميات ارتفاعا بنسبة 5،2 في المائة، والسيولة بنسبة 10.4 في المائة على صعيد التعاملات اليومية يدخل المؤشر العام تعاملاته اليوم وهو يقع بين فكي خط 6650 كخط دعم أولى وخط 6802 كمقاومه أولية، وهي مناطق تقع في منطقة محايدة تتخذ من سقف 6517 كقاع، وخط 6832 نقطة كقمة للسقف العلوي، مما يعني أن السوق ما زالت تسيطر عليها المضاربة ولكن بحذر شديد، حيث تؤثر الأخبار الصادرة من الأسواق العالمية، إضافة إلى أن السوق سوف تتلمس التحليل الاستراتيجي، كما تلمست في فترة سابقة التحليل المالي، ولعل من أهم الإحداث التي تنظر إليها جميع الأسواق العالمية هو الحوار الأخير بشأن البرنامج النووي قبل فرض عقوبات جديدة من الأممالمتحدة، إلى جانب تتبع أسعار أسواق النفط. إجمالا ما زال المضارب المحترف قادرا على التعامل مع السوق من خلال المضاربة الحذرة، وذلك من خلال البيع والشراء حسب نقاط الدعم والمقاومة لكل سهم، والشراء بجزء من السيولة وعلى شكل دفعات، ودراسة السهم من جميع النواحي قبل الشروع في البيع أو الشراء.