السيول التي اجتاحت منطقة الباحة أخيرا، ألحقت الأضرار بالبشر وبالممتلكات بلغت في السراة وتهامة قرابة 1277 مواطنا متضررا بشكل مباشر وغير مباشر، فيما تضررت 1059 مزرعة على مستوى المنطقة و150 منزلا و42 سيارة، في حين نفق 300 رأس من الماشية وتعرض 24 طريقا للانقطاع بسبب جرف السيول لها. فيما سجلت خمس وفيات منها ثلاث نتيجة السباحة في وديان خطرة واثنان جرفتهما السيول أحدهما طفل في ال 12 من عمره والآخر عامل آسيوي. ورغم أن السيول انقضت منذ نحو ثلاثة أسابيع إلا أن المنطقة لا زالت تئن تحت وطأة ما خلفته تلك السيول من أضرار. وبالنظر إلى ماحدث فإن الأمر برمته كان أكبر من استيعاب الباحة ما جعل الأسئلة تقفز في اتجاه مدى ملاءمة مشاريع البنية التحتية لمنطقة ذات تضاريس جبلية. فالطرق تقطعت والجسور انهارات ومشاريع درء أخطار السيول ظهرت الهشاشة عليها وحتى السدود لم تسلم من جريان المياه كسد وادي الجنابين مثلا الذي قفزت السيول من فوقه مظهرا ضعفا في تقديرات استيعابه للمياه حين بنائه. الحالة التي كانت على الباحة بعد الأمطار، كشفت عن تعامل جديد مع الكوارث. إذ دعا صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود وكيل إمارة الباحة، الشركات القائمة والمكاتب الاستشارية إلى توخي الدقة وسرعة تنفيذ المشاريع مع مراعاة الظروف البيئية لاستثمار الإنفاق على تلك المشاريع بما يعود بالنفع الكامل على الوطن والمواطن. ورأى الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود أن الأخطاء التي حدثت في كثير من المشاريع ليست بالضرورة بفعل فساد أو إهمال بقدر ما هي نتيجة عدم استقرار لظروف البيئة «ولعل هذا الحال ما ينطبق على المشاريع التي يجرى تنفيذها في المنطقة، حيث كشفت الأمطار المفاجئة والمتنامية الغزارة إلى أهمية الإلمام بجوانب أخرى من التخطيط وهذا ما سيأخذه القائمون على هذه المشاريع في الاعتبار». وخلصت اللجان التي شكلت من أفرع الدفاع المدني في المنطقة في حصر الأضرار لكل محافظة على حدة والتي تنوعت ما بين محافظة وأخرى، إلا أن محافظة المخواة تصدرت القائمة تليها القرى، العقيق، المندق، الباحة، قلوة، وبلجرشي وأوضح مدير الدفاع المدني في منطقة الباحة العميد إبراهيم بن حسين الزهراني أن اللجان سجلت العديد من الأضرار المتنوعة في جميع المحافظات تمثلت في محال تجارية وطرق مؤدية للمنازل ونفوق مواشي وانهيار 99 جدارا قائما، مشيرا إلى أن تقدير تكاليف تلك الأضرار سيكون عن طريق لجنة مكونة من وزارتي الداخلية والمالية. وفي جانب الطرق ونظرا لغزارة الأمطار وكثافة السيول تعرضت العديد من المواقع لانجراف أجزاء منها خاصة في محافظات العقيق والمخواة والقرى، ففي محافظة العقيق جرفت السيول جزءا من الطريق القديم الرابط بين بلجرشي والعقيق كما جرفت جزءا آخر يربط العقيق بمركز وراخ، في حين تعمل إدارة الطرق حاليا على إنشاء طريق جديد مزدوج يربط محافظة بلجرشي بالعقيق. وفي محافظة القرى، تدمرت عدة مواقع في الطريق الرابط بين مركز بيدة ومركز تربة الخيالة في الجزء المسمى وادي السويسية كما تضررت عدة طرق أخرى في مركز بيده ما بين أضرار جزئية وانجراف طرق أخرى إضافة لبعض العبارات في بيدة ومعشوقة.