لم ننتظر طويلا، بشأن محاسبة المتسببين في كارثة محافظة جدة، لم تغفل عين اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق، أنجزت عملها سريعا وبكل صدق وأمانة، فجاء الإنجاز بمثابة الإعجاز في غضون شهور معدودة، رغم فداحة الكارثة وتشعب القضية جرى المضي بها وتناولها بكل عزم وإصرار وبمتابعة دقيقة لكل معلومة شاردة وواردة، إفادة اللجنة بالبراهين الدامغة لمحاسبة المذنبين وتبرئة من لم يكن له ذنب من الآخرين. فيوم الاثنين من هذا الأسبوع، لم يكن يوما عاديا، ففي ظهيرة اليوم كان الخبر اليقين. كان صدور الأمر الملكي بنتائج ما أسفرت عنه التحقيقات وتطبيق الجزاءات الرادعة بمحاسبة المتسببين في الكارثة.. وأزيد: ومحاسبة المفسدين في الأرض. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وعد وأوفى بوعده، وعد بأن الكارثة لايمكن أن تمر دون محاسبة. وهاهو صدور الأمر الملكي الرادع والموصي في تطبيقه عاجلا على المتسببين في الكارثة، وهاهم ينالون جزاءهم بتحويلهم للجهات التنفيذية اللهم لا شماتة وهذه هي نهاية الذين سولت لهم أنفسهم الثراء السريع ظانين أن ليس هناك رقيب أو حسيب واع لمحاربة الفساد.. فساد الذمم الأخلاقية، كالعبث بالمال العام والرشوة واستخراج الصكوك الشرعية المزورة وكل ما يدخل في نطاق الفساد «المالي والإداري» وهو الأمر الذي تم إدراجه في الأمر الملكي، وفق ما ذكرته صحيفة «عكاظ» وما نصت عليه الفقرة التاسعة ( إدراج جرائم الفساد المالي والإداري ضمن الجرائم التي لا يشملها العفو الوارد في ضوء التعليمات والأوامر والتنظيمات المتعلقة بمكافحة الفساد). والشيء الجميل والرحيم والذي ربما لم تلتفت له الصحافة أو جراء التنويه عنه، هو مراعاة ملكنا الغالي العادل عبد الله بن عبد العزير، بأن أمره الملكي الصادر استبعد التشهير بهؤلاء الخائنين للأمانة مراعاة لظروف أسرهم، وهي ميزة عظيمة نأت بالأسرة عن الزج بها بجريرة ولي أمرها، وهذه لفتة ملكية كريمة عودتنا عليها حكومتنا الرشيدة، تجاه الأسرة السعودية، ليس في هذه القضية فحسب وإنما ماهو في قضايا أخرى كثيرة. وكم هي الأسر التي اطمأنت بأن لم تؤخذ بجريرة ولي أمرها، حينما أعلنت نتيجة القضية واستبعدت «الأسماء» التي كانت ستشكل أضرارا نفسية بأسر كثيرة، لولا حكمة وأبوة خادم الحرمين الشريفين، الأبوة التي جسدت ذلك بنص الأمر الملكي( .. لانخشى في الله لومة لائم فعقيدتنا ثم وطننا ومواطنونا أثمن وأعز ما نحافظ عليه ونرعاه، جاعلين نصب أعيننا ما يجب علينا من إبراء الذمة لله تعالى بإعادة الأمور إلى نصابها لحق الوطن والمواطن وكل مقيم على أرضنا، وتخفيفا من لوعة ذوي الضحايا الأبرياء وتعزيزا لكرامة الشهداء رحمهم الله بإرساء معايير الحق والعدالة).. حفظك الله ياملكنا.. يا عبد الله بن عبد العزير، ملكا شهما عادلا !!.