استضاف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في البيت الأبيض أمس لإظهار جبهة موحدة في الحرب الأفغانية وطي صفحة علاقات ظلت متوترة طوال شهور. والاستقبال الحافل الذي لقيه كرزاي أظهر تخلي إدارة أوباما عن تعاملها الصارم العلني مع الزعيم الأفغاني والذي يعتقد على نطاق واسع أنه أتى بنتائج عكسية وجعل كرزاي أكثر مقاومة للضغوط الأمريكية. ولقاء القمة بين أوباما وكرزاي هو ذروة زيارة الرئيس الأفغاني للولايات المتحدة التي تستمر أربعة أيام ويجيء بعد محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين لرأب الصدع بين الجانبين في وقت بالغ الأهمية في الحرب الأفغانية المستمرة منذ تسعة أعوام. وتخشى واشنطن من أن خسارتها لكرزاي يمكن أن تفقدها التأييد الذي تحتاجه من الأفغان لإنجاح الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان. وتجيء زيارة كرزاي لواشنطن في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الأمريكي لاستكمال زيادة القوات التي أمر بها أوباما في أفغانستان لقلب موازين الحرب هناك وإلحاق الهزيمة بطالبان وإشاعة الاستقرار في البلاد وبعد ذلك الوفاء بما تعهد به الرئيس الأمريكي من بدء سحب القوات الأمريكية من هناك في يوليو (تموز) 2011. وحتى يطمئن أوباما مخاوف الرئيس الأفغاني من الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية وإعادتها إلى الوطن سيحرص على التأكيد على ما وعد به مساعدوه من التزام أمريكي بعيد المدى بأفغانستان. وفي أول جلسة علنية للمحادثات الأمريكية الأفغانية التي أقيمت في قاعة استقبال أنيقة في وزارة الخارجية الثلاثاء قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن واشنطن لديها التزام طويل الأجل تجاه كابول، وإن الجانبين يمكنهما الاختلاف دون أن يؤثر ذلك على العلاقات.