بين القاهرة والإسكندرية كان هناك قطاران، ربما ما زالا، أحدهما يربط مباشرة بين المدينتين، لا ينطلق من واحدة حتى يتوقف في الأخرى، والآخر يتوقف عند كل محافظة وقرية وكفر ومركز فيغادره من يغادره ويستقله من يستقله، وقد أطلق المصريون على القطار الأول اسم «القطر المجري» وحمل الثاني اسم «القطر القشاش»، وترجع تسميته بالقشاش إلى أنه يقش في طريقه كل ما يجده سواء بشرا أو بضائع أو سلالا مملوءة بالفاكهة والخضروات والبط البكيني. قطار الحرمين الذي بدأ العمل في مد خطوطه يستحق أن نطلق عليه «القطر القشاش» وليس ذلك لأنه سوف يتوقف عند كل محافظة ومدينة وقرية ومركز، وليس كذلك لأنه سيحمل كل ما يجده في طريقه من بشر وبضائع وسلال مملوءة بالخضروات والفاكهة والبط البكيني، سبب التفكير في تسميته بالقطر القشاش يعود إلى أن من خططوا مساره أرادوا له أن يقش قي طريقه الآلاف من أعمدة الإضاءة والمئات من المنازل وعددا غير قليل من الجسور قبل أن يستقر به المقام في جدة ويلقي عصا السفر في محطته الرئيسة بها. وعلى الرغم من الأرض الفضاء التي تضمن للقطار أرضا فسيحة تخفض تكلفته وتقلل من حجم المبالغ المدفوعة كتعويضات لأصحاب المنازل التي سوف يجتاحها عند وصوله إلى النطاق العمراني لجدة إلا أن المسار الذي حدد له سوف يؤدي إلى إزالة مجمعات سكنية لم يجف طلاؤها بعد وتعديل جسور كلفت مئات الملايين من الريالات إضافة إلى ما يمكن أن يؤدي إليه تداخله مع طريق الحرمين من إزالة لأعمدة الإنارة وتشتيت لانتباه قائدي السيارات على نحو يمكن له أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة الحوادث. أمانة جدة اعترضت ومرور جدة اعترض ووزارة النقل اعترضت غير أن القائمين على مشروع قطار الحرمين حريصون على أن يكون «قطر قشاش» لكل ما يقع في طريقه من طرق ومبان وجسور وأعمدة إضاءة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة