أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية أمس، موافقتها المرتقبة على بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل برعاية أمريكية، وذلك بهدف تحريك عملية السلام المتوقفة منذ نحو 18 شهرا. وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في ختام اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس في رام الله إن «القيادة الفلسطينية وافقت على المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل». وأكد بيان صادر عن الاجتماع تلاه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اجتمعت برئاسة الرئيس محمود عباس وافقت على الدخول في مفاوضات غير مباشرة بأغلبية أصوات الحضور. وأضاف «أن القيادة ترى في ذلك استجابة للمصالح الوطنية الفلسطينية، ولإعطاء فرصة جدية لعملية السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة من خلال دورها الأساس المدعوم من اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي ولجنة المتابعة العربية». وأوضحت القيادة الفلسطينية «أن قرارها بالموافقة على استئناف المباحثات يستند إلى الضمانات والتأكيدات الأمريكية لوقف النشاطات الاستيطانية وبشأن مرجعية عملية السلام ومنها قرارا الأممالمتحدة رقم 242 و338 وخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية». وأكدت أن الولاياتالمتحدة ستتخذ موقفا سياسيا حازما تجاه أي استفزازات تؤثر على عملية السلام والمفاوضات، الأمر الذي تراه القيادة الفلسطينية «عنصرا رئيسا وراء قرارها». وأشار عبد ربه إلى «أن الضمانات الأمريكية تشمل التفاوض على جميع قضايا الوضع النهائي التي ستكون مطروحة للتفاوض، وهي الحدود والقدس واللاجئون والمياه والأمن والأسرى والاستيطان». وأشاد بيان صادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باستئناف مباحثات السلام. وقال: «ان موقف إسرائيل كان ولا يزال أن هذه المباحثات يجب أن تتم دون شروط مسبقة، بهدف التوصل سريعا إلى مفاوضات مباشرة». وبعيد إعلان القيادة الفلسطينية موافقتها على استئناف المباحثات غير المباشرة، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنحو ساعة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل، وذلك للمرة الثانية في غضون 24 ساعة. ويقوم ميتشل بمهمة في المنطقة منذ مطلع الأسبوع للتمهيد لإعادة إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين رسميا برعاية الولاياتالمتحدة. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء «اليوم سيعلن ميتشل شخصيا المواقف الأمريكية، وسيصدرون بيانا متى ستبدأ المفاوضات ومواضيع البحث». وشدد عريقات «إننا لا نريد أن نبدأ محادثاتنا من نقطة الصفر، حيث قطعنا شوطا كبيرا عبر السنوات الماضية، ونريد الآن قرارات وليس مفاوضات، نريد آليات تنفيذ وفرق رقابة على الأرض لمراقبة التنفيذ». وأضاف «أخذنا علما من ميتشل بما يريد القيام به في محادثات التقريب وسيتم التركيز خلال مدة الأشهر الأربعة الأولى من هذه المحادثات على قضيتي الأمن والحدود. ونأمل أن يبذل كل جهد ممكن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 كما نصت على ذلك خطة خارطة الطريق». وخلص عريقات إلى أن ميتشل سيعود للقاء الرئيس عباس مرة ثالثة قبل مغادرته إلى واشنطن.