للإرهاب وجوه معلنة كما أن له وجوها مستترة، وإذا كان من السهل التعرف على وجوه الإرهاب المعلنة فإن وجوهه المستترة تتسم بالخفاء الذي يجعل التعرف عليها أمرا ليس باليسير، فهي وجوه تتزيا بالفتوى حينا وحينا تتخذ من فعل الخير رداء براقا، وكما تتكشف فتاوى الداعمين للإرهاب عن عقول مسكونة بالخراب تتكشف أعمال المدعين للخير عن قلوب مسكونة بالخداع. أولئك الذين يتصدرون لتصدير فتاوى الإرهاب وأولئك الذين يمولون الإرهاب لا يقل خطرهم عن أولئك الذين يشدون على خصورهم الأحزمة الناسفة ويقودون السيارات المفخخة، بل هم أشد خطرا وأكثر ضررا فلولاهم لما وجد المفجرون والمفخخون فتوى تبيح لهم ما يفعلونه ولا مالا يدفعون به قيمة أدوات القتل والتدمير. وحين يعلن الوطن حربه على الإرهاب فعلى الجميع أن يدرك أنها ينبغي أن تكون حربا شاملة على أعداء يقفون صفا واحدا ضد الوطن لا فرق بينهم سواء كانوا منفذين لعمليات الإرهاب أو مسوغات لها بفتاواهم الملفقة أو ممولين بما يجمعونه من أموال أو ما يغرون الناس حين يدعونهم للتبرع ودعم تلك الجماعات المتطرفة. خطر الممولين للإرهاب لا يتوقف عند حد توفير الدعم المادي لهم بل يتجاوزه ليجعل من فعل الخير أمرا ملتبسا، وذلك حين يعمد هؤلاء على توجيه أموال صرفت من أجل البر والخير لتصبح دعما ماليا يتمكن من خلاله الإرهابيون من شراء الأسلحة والقنابل ويتمكنون بواسطته من التحرك والانتقال من مكان إلى مكان والتخطيط لأعمالهم فضلا عن استخدام هذه الأموال لشراء الذمم والضمائر والتمهيد للقيام بما ينوون القيام به من أعمال الشر الذي يستهدفون به البلاد والعباد. الإرهاب منظومة متكاملة ومواجهته ينبغي أن تكون مواجهة لهذه المنظومة، وبمثل هذه المواجهة يتحقق لنا النصر في حربنا على الإرهاب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة