صدرت فتوى تجريم تمويل الإرهاب من أكبر هيئة شرعية إسلامية والتمويل هو الوقود الذي يغذي مكينة الإرهاب النتنة، التي تجعل من الفساد وتدمير المقدرات المرتع الخصب لممارساتها ومن الحياة غابة يقتات منها أئمة الظلام ومريدوه. الفتوى واضحة صريحة في إدانة وتجريم الإرهاب وتمويله، وبمقدور أي إنسان العودة إلى تصريحات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية ليرى حجم الأموال التي غذت الإرهاب، والتي جعلت وتجعل من العالم غابة للمتطرفين إيديولوجيا إن لم يكافح الجميع الإرهاب ومموليه الذي يعيشون بيننا ويقتاتون من ثمار الاستقرار السياسي والأمني، ومع ذلك وبكل أسف يمولون الإرهاب. ممولو الإرهاب هم كالأفاعي يشربون الحليب وينفثون السموم في حق الوطن وأبنائه، وهم من بهم تسقط الأوطان وبازديادهم يزداد العالم كراهية، ونبذا للآخر. لا أعتقد أن بمقدور أي شخص يتحلى بالحد الأدنى من الإنسانية أن ينسى الطفلة وجدان التي ذهبت ضحية الأعمال الإرهابية والتي من حق الجميع أن يسأل (بأي ذنب قتلت)، ومع ذلك يستمر أرباب الظلام في نفس المسار دون خوف من الله، بل وبستار الدين الذي هو منهم براء يمارسون أعمالهم الضلالية، وبإمكان أي إنسان كذلك يتمتع بالحد الأدنى من العقل والإنسانية أن يرى كيف أصبح حال المسلمين حول العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وحال المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين بعد الإرهاب الذي طل علينا من أبناء جلدتنا بكل أسف منذ العام 2003، وما آلت إليه الأمور في بعض مطارات العالم من طرق تفتيش مهينة تفقد الإنسان كرامته وعزته لنفسه واحترام الآخرين له مع تطور أدوات الإجرام التي يقترفها هزيلو العقل والفكر والدين. إن الفتوى المشكورة التي صدرت من أهم مرجع إسلامي في العالم، سيكون لها تأثير واضح ساطع ناصع البياض حول العالم، للمسلمين ولغير المسلمين على حد سواء، فلغير المسلمين تقف حائلا دون من يغذي آلة الإعلام العالمية بأن تعاليم الدين الإسلامي لا تدعو إلى الكراهية وترويع الآمنين وخطف الطائرات، وحجة على الحركات الأصولية المتطرفة التي تجعل من الأديان ستارا لممارساتها الوضيعة. الإرهاب عدو النهضة وعدو الإنسانية وعدو الريادة، وصديق حميم للهمجية والوضاعة والقتل والدمار، فبالإرهاب تقف عجلة التقدم والحضارة، وبالإرهاب يلبس العالم ستار الذل ويبقى الغدر والحروب هما المسار الوحيد الذي سيؤول إليه العالم إن لم يكافح الإرهاب ويلجم ممولوه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة