عقب نشري لمقالي الذي يحمل عنوان: مع وضد أصحاب التكاسي، الذي تطرقت فيه إلى شكوى وردتني من بعض أصحاب سيارات الأجرة من المواطنين الذين أصبح يزاحمهم في رزقهم قائدو السيارات الخاصة، إضافة إلى الوافدين من قائدي الليموزين، حيث دعوت إلى إنصاف المواطنين العاملين في تلك المهنة الشريفة، كما دعوتهم الى تغيير وتطوير سلوكهم وإزالة الصورة السيئة المرسومة في أذهان الركاب عنهم، الناتجة عن تصرفات بعض أصحاب سيارات الأجرة من المواطنين، عقب نشر ذلك المقال وصلتني رسالة من صديق عمل سنوات طويلة في الخارج، ولاحظ كيف أن وسائل النقل العام من سيارات أجرة وحافلات وقطارات كهربائية تعد من الواجهات الأساسية لحضارة تلك البلدان، وأنه لا يحصل على رخصة قيادة تلك الوسائل إلا الأفضل خلقا ولباقة وقدرة على التصرف الحسن مع جميع الزبائن سياحا ومقيمين، أما في بلادنا فقد «طاح سردان على بردان» على حد قولهم؛ فلم يعد سائقو الليموزين من الوافدين أفضل أو أحسن حالا من سائقي سيارات الأجرة من المواطنين، فقد رأى هذا الصديق امرأة تحمل طفلا رضيعا بيد وبيدها الأخرى عربة الطفل وقد طوتها استعدادا لركوب سيارة ليموزين استوقفتها لإيصالها إلى حيث تريد، فأخذت المسكينة تجاهد في وضع العربة في السيارة وهي ممسكة بقوة بطفلها الرضيع حتى كاد يسقط من يدها، فيما جلس سائق الليموزين على المقود يدخن غير مبال بما يجري أمامه فلا إنسانية ولا رحمة ولا ذوق أو لباقة، ولم يعد هناك فارق في السلوك السيئ بين الفريقين من سائقي السيارات المؤجرة أو على الأقل بين السيئين منهم، أما في البلاد المتطورة فإن قائد سيارة الأجرة الذي يرتدي أفضل الملابس وكأنه (جنرال) يسارع بالنزول من السيارة لحمل أمتعة الركاب ووضعها بهدوء في شنطة السيارة أو في المكان المخصص لها من السيارة ثم يفتح أبوابها ويشير إلى الركاب إشارة ترحيب مع انحناءة لطيفة ثم يغلق الأبواب مطمئنا على أن كل شيء على ما يرام، فإذا أوصلهم إلى حيث يريدون نزل من السيارة وحمل العفش أو الحقائب إلى باب الفندق أو الدار وودعهم بابتسامة؛ راسما في أذهانهم أجمل صورة عن وطنه وشعبه.. فلله الأمر من قبل ومن بعد!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة