أدلى الناخبون في بريطانيا امس بأصواتهم في انتخابات عامة يحتدم فيها السباق بين حزب العمال الحاكم، وحزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار المعارضين. وكان قادة الأحزاب عرضوا الاربعاء نداءاتهم الأخيرة للناخبين ، فقد حث رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، الذي يناضل حزب العمال الحاكم بقيادته من أجل فترة رابعة غير مسبوقة في الحكم، الناخبين على عدم " المخاطرة بالتعافي الاقتصادي " ، داعيا إياهم إلى دعم حزبه. أما منافسه الرئيسي، ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين، فقال:"أريد أن يكون لدينا حكومة جديدة تتمتع بالطاقة والأفكار والقيم لمواصلة التحرك ببلادنا للأمام". جاء ذلك في حين تحدث نك كليج، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار ، الذي قد يصبح "اللاعب الرئيسي" في تشكيل حكومة جديدة ، عن التغيير ، وقال :"حان الوقت لأن نختار بين سياسات الماضي وبين شيء ما جديد ومختلف للمستقبل". وتظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب المحافظين على حزبي العمال والديمقراطيين الأحرار ، كما تظهر أن الانتخابات ستسفر عن تشكيل ما يسمى بالبرلمان المعلق الذي لا يحظى فيه أي من الأحزاب الرئيسية بأغلبية مطلقة ما يفتح الباب أمام تشكيل تحالف أو حكومة أقلية. ومنح استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "بوبيولاس" حزب المحافظين 37% من أصوات الناخبين البريطانيين وحزب العمال 28% وحزب الديمقراطيين الأحرار 27%، فيما منح استطلاع آخر للرأي اجرته مؤسسة "آي سي إم" لصحيفة الغارديان الحزب الأول 36% والثاني 28% والثالث 26% من أصوات الناخبين. وتوقع استطلاع آي سي إم الذي شمل 2022 ناخباً بريطانياً أن تضمن هذه النتيجة فوز المحافظين ب 283 مقعداً من مقاعد البرلمان والعمال ب 253 مقعداً والديمقراطيين الأحرار ب 81 مقعداً، في حال تكررت في الانتخابات العامة . وقال استطلاع ثالث للرأي اجرته مؤسسة "كومريس" لصحيفة اندبندانت إن المحافظين يتقدمون بفارق تسع نقاط بحصولهم على 37% من أصوات الناخبين البريطانيين، بالمقارنة مع 28% للعمال والديمقراطيين الأحرار. اسلوب دعائي تهكمي للأحزاب البريطانية ومنح استطلاع رابع للرأي اجرته مؤسسة "يوغاف" لصحيفة الصن حزب المحافظين 35% وكلا من العمال والديمقراطيين الأحرار 28% من أصوات الناخبين، بالمقارنة مع 35% للمحافظين و 27% للعمال و 26% للديمقراطيين الأحرار حصلت عليها هذه الأحزاب في استطلاع خامس اجرته مؤسسة (أوبنيوم) لصحيفة ديلي اكسبريس. أما الاستطلاع السادس للرأي الذي اجرته مؤسسة "هاريس" لصحيفة ديلي ميل فوضع المحافظين في المرتبة الأولى بعد حصولهم على 35% من أصوات الناخبين البريطانيين، تلاهم العمال ب 29% والديمقراطيون الأحرار ب 27%. وتحتل الدعاية الانتخابية للمرشحين في الانتخابات البرلمانية مرتبة مهمة في سلم أولويات الأحزاب المتصارعة على الظفر بالقمة. فيما يستمر السجال في الاعلام المرئي والمقروؤ بين حزبيْ المحافظين والعمال, حيث احتدمت الحرب الدعائية بينهما الى أن بلغت حد التهكم وهو أسلوب لم يعرف من قبل في بريطانيا. فحزب المحافظين استطاع توظيف صورة لبراون وهو مبتسم وبجانبه عبارة " أخليت سبيل ثمانين ألف مجرم, صوتوا لي" وعلى هذا المنوال استمرت الحملة الدعائية لحزب لمحافظين. أما حزب العمال فقد انبرى الى استخدام صورة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت ثاتشر وبقليل من التعديل لقسمات وجهها وبجانبها عبارة "كن خائفا. كن خائفا جدا". بصرف عما ستؤول اليه النتائج المقبلة الا أن الأحزاب البريطانية قد أحيت طريقة غير نمطية للتعبير عن آرائها, والتي قد تكبر وتزدهر في السنوات القادمة صورة وزعت امس في لندن لبالونين على هيئتي ديفيد كامرون وغوردون براون «أ.ف.ب»