تشير نتائج الانتخابات البريطانية بعد فرز معظم الأصوات فى وقت مبكر من صباح اليوم إلى حصول حزب المحافظين الذي يتزعمه النائب ديفيد كاميرون على أكبر عدد من مقاعد البرلمان لكنه لم يحقق بعد الأغلبية المطلقة. وقال تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية وزع صباح اليوم ان آخر النتائج تشير إلى حصول الحزب على نحو ستة وثلاثين بالمئة من أصوات الناخبين لكن يبدو حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة أن الدلائل مستقرة على نتيجة نهائية غير حاسمة وهذا ما أكدته تصريحات رؤساء الأحزاب الرئيسية الثلاثة إثر إعلان فوزهم في دوائرهم الانتخابية حيث قال زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون إنه من الواضح أن حكومة العمال خسرت التفويض لتحكم لكنه لم يعلن فوز حزبه بالانتخابات. أما حزب الديمقراطيين الأحرار الذي حظي زعيمه نيغ كليك بشهرة واسعة في المناظرات التلفزيونية فلم يحقق النتائج المأمولة ومازال نصيبه من المقاعد حتى الآن أقل مما كان عليه في الانتخابات الأخيرة. أما رئيس الوزراء زعيم حزب العمال غوردون براون فقد قال في كلمته عقب إعلان فوزه في دائرته الانتخابية فى إقليم اسكتلندا إنه ملتزم بان تكون هناك حكومة قوية أيا كانت نتائج الانتخابات النهائية. وعدد براون إنجازات حكومته فيما فسره البعض على أنه اعتراف منه بنهاية فترة حكم حزبه. وفي حالة عدم حصول أي حزب على أغلبية مطلقة يعطي العرف الدستوري في بريطانيا لرئيس الوزراء المنتهية ولايته الحق في التحالف مع القوى السياسية الأخرى لتشكيل الحكومة وفي حال عجزه عن ذلك يفتح الباب أمام الحزب الحاصل على العدد الأكبر من المقاعد. وجاء في تصريح من مقر رئاسة الحكومة البريطانية فى 10 داوننغ ستريت فى وسط لندن أن براون قد يحاول تشكيل ائتلاف يحكم البلاد في حال فشل أي من الأحزاب الرئيسية الثلاثة بالفوز بأغلبية مطلقة. فى وقت شهدت الانتخابات أيضا فوز حزب الخضر بأول مقعد له في مجلس العموم عن مدينة برايتون الساحلية فيما خسر زعيم الحزب القومي البريطاني اليميني نيك جريفين لصالح مرشحة حزب العمال في دائرته الانتخابية. ويقول مراسل الإذاعة البريطانية في مقر حزب العمال إنه رغم أن النتائج المعلنة حتى الثالثة صباحا بتوقيت لندن تشير لتقدم المحافظين فان المزاج العام في مقر العمال متفائل للغاية بإمكانية تحقيق مكاسب اكبر في المحصلة النهائية فيما زار ألستر كامبل أحد أبرز أعضاء الحزب ومدير الاتصالات السابق في مكتب رئيس الوزراء السابق توني بلير مقر حزب العمال معربا عن ثقته في أن المحافظين لن يحصلوا على الأغلبية المطلوبة. واتهم كامبل وسائل الإعلام بالانحياز ضد غوردن براون زعيم حزب العمال وعندما أعلن فوز صديق خان عضو حزب العمال ووزير الدولة للنقل تعالت أصوات العاملين بمقر العمال بالصياح. وتشير آخر استطلاعات الرأي للناخبين في نهاية التصويت إلى أن حزب المحافظين المعارض سيحصل على 306 مقاعد في البرلمان أي 95 مقعدا إضافيا عما حققه في انتخابات عام 2005. أما حزب العمال الحاكم فسيحصل وفقا لهذا الاستطلاع على 262 مقعدا خاسرا 87 مقعدا أما الديمقراطيون الأحرار فقد يحصلون على 55 مقعدا مقابل 63 كانوا قد حصلوا عليها عام 2005. وتشير هذه الاستطلاعات إلى تحقق التوقعات بأن أيا من الحزبين الرئيسيين لن يتمكن من تشكيل حكومة دون الاستعانة بحزب الديمقراطيين الأحرار الذي يتزعمه نيغ كليك. // انتهى //