يتداول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الفلسطيني أبومازن خلال زيارته للمملكة اليوم، جملة من الملفات السياسية الساخنة يتقدمها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ومناقشة استراتيجية السلطة الفلسطينية على ضوء قرب انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة والسبل الكفيلة لإعطاء دفعة لعملية السلام، وطبيعة التحرك العربي للتعامل مع التعنت الإسرائيلي، وبحث ملف الحوار الفلسطيني الذي ترعاه القاهرة بهدف إنهاء الانقسام الداخلي والوصول إلى اتفاق المصالحة المرتقبة، بالإضافة إلى مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز العلاقة بين الرياض ورام الله في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية. وأكد الرئيس أبومازن في تصريحات ل «عكاظ» أن زيارته للمملكة تندرج في إطار سلسلة اللقاءات المهمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية، مؤكدا أن مثل هذه اللقاءات على مستوى القيادتين في البلدين تعكس حرص الرياض ورام الله على تعزيز العلاقات وتفعيل الحوار السياسي لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته المشروعة. وأفاد أن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من القضية الفلسطينية تعتبر تاريخية ومبدئية، ومن الثوابت الرئيسة لسياسة المملكة الخارجية، مؤكدا أن الملك عبدالله لم يتأخر في دعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وفي جميع المحافل الإقليمية والعربية والدولية. وتابع أن «دعم المملكة لقضيتا نابع من إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب تمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية، موضحا أن للمملكة دورا بارزا ومميزا في دعمها السياسي المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز الصمود وتحقيق التطلعات لبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى حرصها على حل الصراع العربي الإسرائيلي عبر تنفيذ قرارت الشرعية الدولية والمبادرة العربية». واسترسل أن المملكة كانت ولا تزال تبذل جهودا حثيثة واتصالات مكثفة مع الدول الغربية والصديقة والإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي تنص على الانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م. ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني وأكد أنه سيستنير برؤى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في ما يتعلق بإطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، والاستماع إلى نصائحه السديدة حيال طبيعة التحرك العربي في المرحلة المقبلة للمقاربة والمصالحة العربية والسعي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إنشاء دولته الفلسطينية. وأفصحت مصادر فلسطينية ل «عكاظ» أن موضوع انطلاق المفاوضات غير المباشرة سيكون أحد الموضوعات البارزة في قمة الرياض، مؤكدة أن المملكة حريصة على دعم المفاوض الفلسطيني وتعزيز المصالحة والتضامن العربي لمواجهة تحديات المرحلة الحالية والتي تتطلب تعاضدا عربيا عربيا وثيقا. ويرافق الرئيس أبومازن خلال زيارته القصيرة وفد فلسطيني رفيع المستوى يتضمن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات، وياسر عبدربه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والدكتور نبيل أبو ردينة المتحدث باسم السلطة الفلسطينية. وكان الرئيس الفلسطيني قد بدأ تحركا عربيا قبل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي بناء على قرار اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، فزار الإمارات العربية المتحدة أمس، وسيزور المملكة اليوم، ثم يتوجه إلى القاهرة الأربعاء، قبل أن تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السبت المقبل لاتخاذ القرار اللازم حيال إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين. وسيلتقي الرئيس عباس الجمعة المقبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. وكان الرئيس عباس قد أعلن في تصريحات صحافية أن المفاوضات غير المباشرة ستبدأ فور موافقة منظمة التحرير الفلسطينية على ذلك، موضحا أنها ستستمر أربعة أشهر.