عندي سؤال أتمنى أن أجد عليه إجابة متجردة من الهوى والتعصب والعاطفة: ما الذي يستفيده الوطن اليوم من تغذية هذا الجدل السقيم بصورته الشرسة حول بعض القضايا المفتعلة ليكون صراعا بدلا من أن يكون حوارا؟!. هل من مصلحة الوطن وصورته في الداخل والخارج أن يتخذ حوارنا شكل الصراع؟!، هل عجزت إنسانيتنا وقيمها الحضارية والثقافية التي تستند إليها عن أن تجد لغة هادئة للتحاور بأحرف مسموعة يمكن فهم معانيها تزيل الحواجز بين المتحاورين وتقرب المتباعدين بدلا من الصراخ الذي تشكل الشتائم مفرداته فيرفع ضجيجه جدارا يفصل بين المتحاورين ويباعد حتى المتقاربين؟!. ألا ترفقون بمجتمعكم؟! ألا ترفقون بوطنكم؟! ألا ترفقون بنا نحن الذي أرهقتنا صراعاتكم ومشاجراتكم؟! ألا تتوقفون عن جعل هذا المجتمع محل تجاذباتكم وكأنه جائزة للفوز بها أو غنيمة تقاد إلى من غنمها بلا إرادة ولاحول ولاقوة؟! ألا تتوقفون للحظة واحدة وتتفكرون في أن لهذا المجتمع الحق في التعبير عن نفسه وأن يسأل عن رأيه بدلا من أن تتنازعه مخالب التيارات والأيدلوجيات وكأنها امتلكت حق ملكيته أو تفويض التفكير بالنيابة عنه؟! لقد أصبحت بعض الصراعات الفكرية في المجتمع السعودي صراعات استفزازية تفتقر لأدوات الحوار المناسبة والمتحاورين المؤهلين، وتدور في الغالب حول قضايا هامشية لتتحول إلى عروض مسرحية يؤديها ممثلون كومبارس بعد أن توارى الممثلون المحترفون عن ساحة طغت عليها النصوص الرديئة والمفردات الهابطة، لقد أصبحت عروضا مسرحية مخجلة تزعج المتفرجين المحليين وتسلي المتفرجين الأجانب، وتفرح الأعداء الذين تمتلئ قلوبهم بالحقد والحسد والكراهية تجاه هذا الوطن وإنسانه!!. تأملوا معي ما كتبه الدكتور عبدالعزيز خوجة في مقال معبر نشرته «إيلاف»: «يلفت نظري أحيانا في الآونة الأخيرة كقارئ أو كمتلق أن بعض الأطراف وفي تيارات مختلفة ابتعدت عن قيم الحوار السامية وغاياته العليا لتتعامل مع الحوار كوسيلة لكيل الشتائم .. وانتهاك النوايا .. وتصفية الحسابات.. بحثا عن أمجاد زائفة وانتصارات وهمية .. على حساب وحدة الوطن والصالح العام، وأمثال هؤلاء تهاوت قيمتهم في نظر المتلقي .. أو ستتهاوى!. ماذا أردت أن أقول ؟! الوطن قبل التيار .. والحق فوق التعصب .. والحوار ليس صراعا..!». إنهم يعبثون بنا يا دكتور عبدالعزيز، لكن وطننا أغلى من أن نتركه للعبث أو نتهاون في حمايته، وقد حان الوقت كي نسدل ستار المسرح الرديء قبل أن يسقط سقفه على رؤوس المشاهدين!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة