أفضى اجتماع بين أمين جدة المهندس عادل فقيه، ومدير الشؤون الصحية الدكتور سامي باداوود، إلى ضرورة التنسيق المشترك لمواجهة الزيادة المخيفة في عدد الإصابات المؤكدة بحمى الضنك، بعد تبادل الاتهامات في تحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع أخيرا، وبعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة في حالات الضنك، أجبرت الأمانة على الاعتراف بأن الوضع بدأ يتفاقم. وعلمت «عكاظ» أن الاجتماع الذي عقد في أمانة جدة بعيدا عن وسائل الإعلام تم من خلاله الاتفاق على إصدار بيان مشترك من قبل الجهتين، حيث استهل الاجتماع بخلاف بين الجهات المعنية بمكافحة حمى الضنك في المحافظة، الأمر الذي قاد إلى تحديد المسؤوليات مستقبلا. وأشارت المصادر إلى استغراب بعض المسؤولين المرتبطين في برنامج مكافحة حمى الضنك من التكتيم الإعلامي، وعدم السماح لبعض وسائل الإعلام بحضور الاجتماع الذي كان مقررا عقده في مقر محافظة جدة. أوضحت ل «عكاظ» الباحثة والمتخصصة في الفيروسات الدكتورة إلهام طلعت قطان أن لمرض حمى الضنك شكلين سريريين، الأول كلاسيكي وهو في الغالب يشبه الزكمة الفيروسية إلى حد كبير في بداياته ثم تشتد الحمى حتى تصل لدرجة حرارة الإنسان إلى 40 درجة مئوية، وقد تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال، وتكون غالبا مترافقة مع الصداع، وبالأخص في مناطق الجبهة أو خلف محجر العينين وتظهر أعراض أخرى تتمثل في آلام الظهر، المفاصل، العضلات، فقدان الشهية، فقدان الذوق والغثيان والقيء والكسل العام، والطفح الجلدي. وبينت قطان أن الشكل الثاني من حمى الضنك هو الشكل النزفي وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضا، بيد أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس، أو بعد إصابة جديدة لفيروس ضنكي آخر غير الأول، لذلك من المهم تعريف سلالة الفيروس وطرازه الجيني. وشددت الباحثة في مجال الفيروسات على أهمية إزالة أماكن توالد البعوض الناقل من خلال تغطية محكمة لخزانات المياه وعدم تخزين المياه في أوعية مكشوفة، وإزالة بؤر تراكم المياه وإطارات السيارات القديمة وأوعية تخزين المياه، ووضع شبك ضيق المسام على الأبواب والنوافذ للحماية من لدغات البعوض نهارا، واستخدام الناموسيات في حالة النوم خارج المنزل، واستخدام طارد الحشرات، وتبليغ الجهات الصحية عن الحالات المكتشفة أولا بأول، التعاون معها في إعطاء معلومات صحيحة عن سابقة المرض والعنوان، وتسهيل عمل فريق المكافحة لعمل الاستقصاء الوبائي ورش المنزل المصاب والمنازل المجاورة.. وأشارت إلى أن مرض حمى الضنك يعتبر من أهم الأمراض الفيروسية بجانب أمرض الإيبولا والحمى الصفراء وماربورغ ولاسا، مبينة أن حمى الضنك مرض تسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنك التي تنتمي إلى جنس الفلافي فيروس والذي يشتمل على حمى غرب النيل والحمى الصفراء وفيروس التهاب الدماغ الياباني وغيرها.