أراد الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز أن يواجهنا بحقيقة مهمة من خلال مقاله (أيها الصامتون) في صحيفة الوطن يوم الجمعة 30 أبريل، فبعد أن تحدث عن أهمية عملية الاستفتاء في الدول الغربية وكيف تشكل قاعدة مهمة لاتخاذ القرارات وصياغة وإعداد البرامج واستشراف المستقبل والتخطيط له، انتقل للحديث عن العالم الثالث الذي لا يحفل بشيء اسمه الاستفتاءات أو استطلاعات الرأي، ولربما رضينا بأن ينسحب علينا ما ينسحب على بقية منظومة هذا العالم الثالث، بيد أن الشيخ أحمد يؤكد لنا أنه «لو تم إجراء أي استفتاء أو استطلاع للرأي حول أية قضية من القضايا التي تشغل الناس الآن فستكون النتائج معبرة في الحقيقة لا عن المجتمع عموما، بل عن اتجاهات ما يمكن أن نسميه بالتيار الصحوي ورؤيته». ويعيد الشيخ أحمد سبب ذلك إلى أن التيار الصحوي علم أبناءه استخدام كل الوسائل المتاحة لإيصال أصواتهم وإظهار ردود أفعالهم حول القضايا المطروحة في الساحة.. بهذا الوضوح يطرح الشيخ أحمد قضية مهمة تتمثل في حقيقة أن التيار الذي ذكره هو الوحيد القادر على فرض رؤيته وأفكاره وتسيير المجتمع وفقها.. وحين يكون الأمر كذلك فإن السؤال التلقائي هو: أين الآخرون الصامتون؟، وفي إجابته على هذا السؤال يصرح الشيخ أحمد بمعلومة أهم وأخطر، إذ يقول: «رجل الشارع العادي بعيد كل البعد عن التعبير عن رأيه حول تلك القضايا المطروحة، ولخوفه من الاتهامات التي يمكن أن تطال دينه أو عرضه بل ربما يخاف من أن يكون التعبير عن رأيه مؤثرا على مصدر رزقه من عمل أو وظيفة أو تجارة، خاصة أن بعضهم قد يسعى بكل ما أوتي للإضرار بمن يخالفه بل ويستعدي السلطة عليه -وهذا مُشاهد-».. وواضح هنا أن رجل الشارع وصف رمزي لغير المنخرط في التيار الصحوي، وأن هذا الشخص رغما عنه سيترك الساحة للأقوى الذي لن يتورع عن إلحاق الأذى به إذا ما حاول طرح فكر مخالف له.. إن الشيخ أحمد -وهو العارف كثيرا بما وراء الكواليس- يشير إلى هيمنة قسرية قد تركن إلى أساليب ووسائل غير أخلاقية إذا لزم الأمر، كما يشير إلى طرف آخر استسلم لهدير القوة وسطوتها التي امتدت على مدى عقود طويلة، ما جعله يفقد الأمل في أن يكون لصوته تأثير، ولذلك فهو غائب عن المشهد وغير محسوب في القرار.. وإذا كنا في الوقت الحاضر نطمح إلى مزيد من المشاركة الشعبية في إدارة المجتمع بتمثيل كل فئاته وأطيافه ومشاربه الفكرية في ظل مشروع الإصلاح التأريخي الذي تبناه الملك عبد الله بن عبد العزيز، فهل يعني قول الشيخ أحمد بن باز إن هذا التيار سيستمر وحده وكيلا حصريا لتمثيل المجتمع في ما يمكن اتخاذه من قرارات مستقبلية لا سيما وهو قد «أهمل المفاهيم العامة والمقاصد الكبرى لمبادئ عظيمة كالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تتضمن إقامة الدين والعدل وعمارة الأرض والحرص على حقوق الناس وأموالهم وأعراضهم والمساهمة في رقي البلد علما وعملا والمحافظة على أمنه والسعي في تقدمه في جميع المجالات ليكون له التمكين في الأرض»، كما قال الشيخ أحمد بن باز؟؟.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة