عن عمر يناهز المائة وسنتين، توفي مساء الثلاثاء الماضي في ولاية نيويوركالأمريكية الطيار جوزيف غرانت قائد الطائرة DC3 التي قدمها الرئيس الأمريكي روزفلت هدية للملك عبد العزيز طيب الله ثراه. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مؤسس ورئيس مجلس نادي الطيران السعودي، أن الطيار جوزيف غرانت «كان صديقا محبا للمملكة وشعبها، وكان كثيرا ما يحدثني عن ذكرياته مع جلالة الملك المؤسس ومع المواطنين الذي ألفهم وتمنى أن يعود للعيش معهم، واستمرت تلك الذكريات حتى آخر مكالمة أجريتها معه قبل ما يقارب الأسبوع، حيث كان يتمتع بالحيوية وحضور الذهن، رغم تقدمه في العمر وتردده على المستشفى في الأسابيع الأخيرة». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل الطيار جوزيف غرانت خلال زيارته للمملكة في جمادى الأولى 1430ه، كما حظي الطيار الأمريكي باستقبال صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين. وكرمت حكومة خادم الحرمين الشريفين غرانت في صفر 1430ه، حيث سلم سفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن السفير عادل الجبير وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى للطيار غرانت. وفي شعبان من العام الماضي دشن في ولاية ويسكنسن الأمريكية كتاب «الملك عبد العزيز .. طائرته وطياره» ضمن النشاطات الثقافية لمعرض الطيران الأمريكي بحضور الأمير سلطان بن سلمان، وتضمن الكتاب الذي أعده الدكتور مايكل سابا سيرة الكابتن جوزيف غرانت قائد طائرة الملك عبد العزيز وذكرياته عن المملكة العربية السعودية في الأربعينيات من القرن الماضي. ولدى زيارته الأخيرة للمملكة، أجهش جوزيف غرانت بالبكاء عند مشاهدته للطائرة «دي سي 3» في متحف صقر الجزيرة في العاصمة الرياض، ووصف الملك عبد العزيز «كان ملكا يحب شعبه كثيرا ويحترمه ويعمل من أجله، إلى جانب كونه يتسم بالشفافية التي تعد فلسفة أساسية وبسيطة أوصلت الدولة السعودية إلى ما هي عليه الآن، وجعلت منه أعظم الرجال على مر العصور».