أكد الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي على أهمية دور المجامع الفقهية في التصدي لظاهرة التكفير، موضحا في حديث ل«عكاظ» أنها مزلق خطير ومنهج لم يسلكه في تاريخ الأمة الإسلامية إلا نفر، وارتكبوا بواسطته مآسي كبيرة جدا أخطرها استحلال دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم. وبين المرزوقي أن من أهم أسباب التكفير الجهل بالعلم الشرعي؛ لأن الجاهل يسهل التلبيس والتأثير عليه من دعاة السوء وأصحاب الأهواء المنحرفة وصرفه عن الحق إلى الباطل، مشيرا إلى أن «سبيل السلامة لهؤلاء أن يسألوا الثقات من حملة العلم الشرعي ويرجعوا إليهم فيما التبس عليهم، أو أن يطلبوا العلم على أيديهم كما قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). وبين الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي أن فتاوى التكفير جرت على الأمة الإسلامية الويلات؛ إذ ترتب عليها انتشار التطرف والإرهاب، كما أن من أخطر نتائجها الإساءة للإسلام، مبينا أن وسائل الإعلام المعادية للدين تعمدت استغلال هذه التصرفات فنشرت على الملأ بأن الإسلام دين الإرهاب؛ وذلك بسبب التصرفات الطائشة من بعض المنتسبين إليه، والذين هم في الحقيقة خارجون عليه، وتصرفاتهم ليست من الإسلام في شيء بل إنها مصادمة لأحكام الإسلام. وحذر المرزوقي من تصدي الأفراد للفتاوى التي تهم القضايا المتعلقة بمصالح الأمة، وتتصف بطابع العموم الذي يمس المجتمعات كافة، وتخرج عن القضايا الفردية إلى القضايا المتنوعة والعامة، موضحا أنها تتطلب اجتهادا جماعيا، يجمع بين فقهاء الشرع وخبراء العصر. وبين المرزوقي الدور الذي اضطلع به المجمع في مكافحة فتاوى التكفير الطائشة، موضحا أنه تم إصدار بيان مكةالمكرمة في ختام الدورة 16 والمنعقدة عام 1422ه، والذي ذكر أن التطرف والعنف والإرهاب ليس من الإسلام في شيء، وأنها أعمال خطيرة لها آثار فاحشة، وفيها اعتداء على الإنسان وظلم له، كما أصدر المجمع في دورته 17 بيان مكةالمكرمة الثاني بشأن التفجيرات والتهديدات الإرهابية، إضافة إلى مؤتمر الفتوى الذي عقد العام الماضي بحضور أكثر من 170 عالما من مختلف أنحاء العالم، لافتا إلى أنه صدر عن المؤتمر نفسه بيان اشتمل على ميثاق الفتوى الذي تعاهد المؤتمرون على العمل به وتعميمه في أوطانهم.