أبناؤنا وبناتنا يذهبون إلى المدرسة كل يوم ويتفرجون على التلفزيون في كل يوم .. لكن هل تأكدت أنت إن كان أبناؤك يعرفون شكل وحجم وكيفية حبة الكبتاجون؟ أو رزمة الحشيش وهو الحشيش الوحيد الذي يأكله الإنسان ويعف عنه الحيوان! ولا أدري إن كان يباع رزما أو بالحبة أو بالكيلو أو قطاعي! المهم أن تجار المخدرات .. يتزايدون ولا ينقصون في حين أن التوعية الاجتماعية محلك سر من بعد العبارة الشهيرة (لا للمخدرات) وكأن التوعية أصابها الشلل والتنوير صار مبنيا على الجهود الفردية! ولا خير في حملة توعية إذا كانت تقوم على الردع والزجر ولا تقوم على التبصير والتفهيم والترشيد! كذلك لن تنجح توعية ما لم تكن المدرسة طرفا أساسيا فيها وتكون الجامعة ملتقى تثقيفيا دوريا يعتمد على المناصحة المدربة ميدانيا وليس على الشعارات التي تطبع في شهر وتوزع في يوم! شعارات تشبه شعلة الكبريت سرعان ما تنطفئ! لقد بلغت الحرب ضد المخدرات ذروتها ولازلنا حتى اليوم لا نعرف جهود التوعية ضدها وجهود المكافحة لوجودها بين مدارسنا وشوارعنا وبيوتنا لازلنا نتذبذب في خطط المواجهة العلنية وكأن دخول المخدرات إلى مجتمعنا لم يبدأ إلا بالأمس! ومنذ مدة وجيزة احتفلنا بفرحنا أن وزارة الداخلية ألقت القبض على مجموعة تخريبية أرادت تمرير عبوات من المخدرات وهؤلاء المخربون خطرهم لا يقل عن خطر الإرهابيين! بل إن العملية الإرهابية تهلك الأرواح في دقائق معدودة والمخدرات تفتك بحياة الإنسان بالتقسيط!! فهل توازي الجهود الأمنية جهود أخرى في مواجهة غول المخدرات الذي زاد توحشه في المدة الأخيرة إن قلتم نعم .. قلت لكم لا! لأن حتى تاريخه أهم وأقوى أنواع المواجهة هي ما تقوم به الجهات الأمنية وما عدا ذلك طراطيش ومناسبات وفقاعات ماء!! فما هي الجهات الداعمة لرجال المكافحة حتى تكون حربنا ضد المخدرات حرب مجتمع بأسره بكامل أجهزته ومؤسساته وأفراده لا حرب جهاز واحد! وأمامنا جهتان لا مفر من دور لهما أساسي في الحرب المعلنة ضد المخدرات التعليم والصحة ودون إطالة ولا تطبيل .. لاجهاز التعليم ولا جهاز الصحة يقومان بالدور المطلوب في مكافحة سموم المخدرات وهي تسري في جسد المجتمع كالنار في الهشيم، والأدهى أن أساليب التوعية الإعلامية توقفت عند حدود الأفلام السينمائية والمصيبة أن الفيلم السينمائي يزعم أنه يحارب انتشار المخدرات بينما في الحقيقة ليس له منافس في التحريض عليها والتسويق لها حين يصور مشاهد التعاطي وقد سرى مفعول المخدر في جسد المتعاطي ثم يمر بحالة النشوة والسعادة التي لا يجدها إلا مع المخدرات ثم ينقل المشهد التفاصيل، الشلة المبسوطة والمخدر وحقنه وهكذا توعية في لباس تحريض ودعوة للتعاطي وليس دعوة للابتعاد! ما هي الجريمة في أن تتحول المدرسة إلى جهة تربية وتوعية لولا أننا نخاف أو نجهل والاثنان أهم أسباب المخدرات! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة