قال عضو هيئة التدريس بجامعة الباحة الدكتور بندر بن حمدان الزهراني إن هناك صعوبة في التقدم في الحرب ضد الإرهاب ما لم تشمل الحرب مواجهة حاسمة مع شبكات تهريب الأسلحة، وتهريب المخدرات، وغسيل الأموال. وانتقد جهود الجامعات في مكافحة المخدرات، مؤكدًا أن فعاليتها تراوحت بين 75% و صفر % . جاء ذلك في الجلسة السادسة لختام فعاليات ندوة «المخدرات: حقيقتها وطرق الوقاية والعلاج»، التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حول محور «طرق الوقاية والعلاج من المخدرات»، وبدأت بورقة حملت عنوان «برنامج مقترح للتوعية بأضرار بالمخدرات، وأضرارها على طلاب الجامعة بالمملكة العربية السعودية» قدمها الدكتور فوزي عبدالسلام الشربيني والدكتورة عفت مصطفى الطناوي. وأشارا فيها إلى أن مشكلة تعاطي المخدرات ظاهرة خطيرة على كافة المستويات لآثارها المدمرة على الفرد والمجتمع ومشكلة تعاطيها ليست وليدة فقد عرفها الإنسان منذ القدم. واعتبر أن إدمان المخدرات يمثل التهديد الأكبر لكافة شرائح المجتمع وخاصة فئة الشباب. وبيّن موقف المملكة العربية السعودية من مشكلة المخدرات حيث تشير المؤشرات إلى أنها بدأت تعاني بدورها من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة، فبالرغم من أن عدد حالات المخدرات المسجلة في المملكة بلغت (56) حالة فقط عام 1970 إلا أنها وصلت عام 1980 إلى (2802) حالة، كما وصلت عام 1990 إلى (3383) حالة، وفي عام 2000 وصلت إلى (15297) حالة. وأوصى بضرورة تصميم برامج وقائية شاملة لطلاب المراحل الدراسية المختلفة، وأكد على استخدام أسلوب الحوار والمناقشة مع الشباب، وينبغي على وسائل الإعلام تقديم المواد المناسبة لتوعية الشباب. وفي ورقة بعنوان «جهود جامعة الباحة في مكافحة المخدرات: الخطة أنموذجًا» أكد الدكتور بندر حمدان الزهراني فيها أن شبكة الإرهاب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بثلاث شبكات إجرامية عالمية أخرى هي شبكة تهريب الأسلحة وشبكة تهريب المخدرات وشبكة غسيل الأموال، وأشار لصعوبة التقدم في الحرب ضد الإرهاب ما لم تشمل الحرب مواجهة حاسمة مع هذه الشبكات الإجرامية الثلاث، ولفت إلى تنوع المناشط والجهود والبرامج التي تقوم بها الجامعات السعودية، وشملت برامج توعوية وتثقيفية، وإصدار الكتيبات والمطبوعات والدراسات وأوراق ونحوها، إنشاء كراسي بحثية، بالإضافة إلى التعاون مع مستشفيات الأمل. وبيّن أن فعالية الجامعات السعودية في مجال مكافحة المخدرات تراوحت بين 75% - كأعلى نسبة لجامعة الملك سعود و صفر % لجامعة الملك فيصل، في حين تراوحت نسبة تفعيل الجامعات العالمية بين نسبة 84.6% و 53.9%. وخلت الجامعات السعودية من برامج دعم ديني في حين برز هذا الجانب في الجامعات العالمية تقويم جهود الجامعات السعودية في مجال مكافحة المخدرات، وحذر من أنه لايوجد لدى الجامعات السعودية أي جهود أو خدمات أو برامج للعلاج أو الإرشاد النفسي أو الاهتمام بالصحة النفسية، كما لفت إلى عدم وجود أي جهود في جانب الصحة العامة حيث لايوجد مراكز صحية متخصصة في الجامعات السعودية فضلاً عن قلة كراسي البحث الداعمة لجهود مكافحة المخدرات. وقال الدكتور الزهراني إن رؤية جامعة الباحة أن تصبح وحدة مكافحة المخدرات فيها أفضل الوحدات على مستوى الجامعات السعودية في وقاية وعلاج وتأهيل الشباب ضد مخاطر الإدمان ودمج المتعافين في المجتمع بشكل فاعل، وذلك من خلال تبني أحدث آليات العلاج والوقاية والتأهيل المستخدمة عالميًا، أما الغايات التي تسعى لها الجامعة فبيّن أنها تتمثل في توفير بيئة جامعية ذات قيم ومبادئ ثقافية واجتماعية وأخلاقية وأمنية سليمة محدد بها مقدار مشكلة تعاطي المخدرات مع تطوير وتفعيل دور الجامعة في مجال مكافحة إدمان المخدرات برؤى ذات توجه مستقبلي، تستخدم وبشكل تكاملي المناهج النمائية، والوقائية، والعلاجية، بوصفها أحد المراكز العلمية المتميزة في مجال التعليم العالي وإعداد الكوادر البشرية وخدمة المجتمع.