يكسب الناس المال ليؤمن لهم الحياة التي يرون أنها تحقق لهم قدرا من الرفاه، ويختلف هذا القدر باختلاف طبائع الناس وميولهم وما يجعل لأسمائهم صدى تتناقله الأخبار. من هؤلاء من يرى أن إشباعه يتحقق بإنفاق المال على المكارم من إغاثة واستضافة ونجدة وسد احتياجات الأقارب وغير الأقارب وبناء مرافق للعلم والعبادة وتنمية الحياة الكريمة. ومنهم من يرى إشباعا في فضول الطعام والشراب واللباس والمركب والسياحة في الأرض واكتشاف الجديد فيما تقوم به الحياة أو يضيف إلى المعارف العامة والخاصة. ويجد البعض لذة في التعلم والاطلاع بالقراءة واقتناء وسائلها من كتب ومرئيات ومسموعات لأنها تملأ عليه عقله وقلبه فتراه يصرف الساعات من الليالي والأيام باحثا عن وسيلة معرفة أو في وسيلة معرفة ولا يمل من إنفاق المال والوقت. وفي خضم الكسب والإنفاق تبرز فئة من الباحثين عن الشهرة بادعاء اكتساب العلم، مرض ليس جديدا بل هو قديم قدم الإنسان بمنافساته ومقارناته وحرص الأنا فيه على الغلبة ولو بالتحايل والإيهام. لم يكن يشغل العقاد يرحمه الله عن القراءة والكتابة شاغل الحصول على شهادة أيا كانت وبقي العقاد بكل إرثه العظيم شاهدا على عصره وعلى قوة العزيمة والإرادة عند الإنسان. هؤلاء المتباهون بحرف دال يشترونه بالمال كي يظهر أمام أسمائهم إنما يغشون أنفسهم ومجتمعهم ويشكلون نموذجا سيئا لآخرين كي يلحقوا بهم والأمر لا يعدو أن يكون تزويرا فاضحا يقع تحت الإسراف والتبذير وإهدار المال وادعاء ما ليس لهم كلابس ثوب زور. عدم تمكينهم من شغل مناصب عامة هو الحد الأدنى لتطهير المجتمع من انتشار ظاهرة تضيف فسادا إلى فساد وإلا فربما كان بعضهم في علم يرفعه ومعرفة تغنيه عن حرف لا يشترى بالمال بل ينال بالبحث والتعب والليالي الطوال. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة