تؤكد الأخبار الصادرة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمنشورة يوم الخميس الماضي في صحيفة «عكاظ»، أن الهيئة أطاحت ب200 ساحر خلال ثلاثة أعوام ، بمعدل ساحر كل خمسة أيام، وكان من بين هؤلاء مسيحي يدعي الإسلام، وأوضح مسؤول الهيئة في المدينةالمنورة أن السحرة يستعينون بشياطين لها أسماء من بينها (الجارح البطاش). قبل فترة نشر خبر أيضا، مفاده أن الهيئة أطاحت ب180 ساحرا في مكةالمكرمة خلال سنة أو سنتين تزيد قليلا أو تنقص قليلا. هذه الأرقام الكبيرة والموجودة في المدينتين المكرمتين ألا تثير الدهشة؟ فمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة هي قبلة المسلمين، والمسلمون يعرفون تماما أن تعاطي السحر يعني الشرك، وأن الشرك الخطيئة الوحيدة التي لا يغفرها الله عز وجل. وهاتان المدينتان لا يدخلهما إلا المسلمون، أي أن زبائن ال380 ساحرا في أغلبهم مسلمون، فكيف يتعاطى المسلمون مع هؤلاء السحرة في أطهر أرضين، في الوقت نفسه هم جاءوا ليحجوا أو يعتمروا أو يزوروا قبر الرسول، أي أنهم مؤمنون بالله مطيعون لرسوله الذي نهاهم عن الشرك؟ بالتأكيد هذا الكم الهائل من السحرة يؤكد الطلب عليهم، لأنهم لو لم يجدوا سوقا لما عاش 380 ساحرا في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وبحثوا عن مدن أخرى؟ أعترف أن الأمر مشوش لدي، ولم أستطع فهمه، فأنا أفهم أن يعيش 380 ساحرا في مدينتين أهلها كفار أو إيمانهم ضعيف، فيتعاطون السحر، ولا يكترثون بالآخرة؛ إما جهلا بالشرك أو ضعف إيمان. بيد أني لم أجد تفسيرا منطقيا واحدا لرواج السحر بهذا الكم الهائل في مدينتين بداخلها أهم حرمين للمسلمين، يحج لها الناس طلبا للمغفرة، فكيف راجت تجارة السحر بهذه الطريقة، التي تفوق أية مدينة في السعودية؟ ما أره منطقيا أن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة من المفترض أن تخلو من السحرة، أو لا يكون بها إلا قلة لعدم رواج بضاعتهم في هذا المكان على الأقل، فكيف حدث هذا؟ أخيرا.. لا بد من شكر الهيئة على جهودها في القبض على كل هؤلاء السحرة، ولكن تظل الهيئة سلطة تنفيذية مهمتها القبض على المجرمين. فهل تتحرك الجهات العلمية والباحثون والعلماء الربانيون، كما يطلقون على أنفسهم، ليدرسوا هذه الحالة الغريبة والمثيرة للدهشة؟ فمثل هذا الكم الكبير من السحرة في قبلتي المسلمين، يعني أن المسلمين تواكلوا حتى على السحرة أو (الجارح البطاش)، كما قيل. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة