كنت قد قرأت في صحيفة عكاظ عن المواطن سعد الغامدي الذي تم إنقاذه هو وأسرته من سحر دفن أمام أسوار منزله، وكان السحر عبارة عن سحر مائي، وهو كما فسره الفريق الميداني في وحدة السحر التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتبوك: «هو سحر داخل سمكتين غرست فيهما العديد من الدبابيس والإبر، وعقدت بالخيوط عقدا محكما جدا». وقبل فك السحر كان المواطن وأسرته يعيشون معاناة كبيرة، فأخته العاملة بأحد مستشفيات تبوك، تم جرها لقسم الشرطة بدعوى وجود مطالبات مالية عليها، لكن المحققين واجهوا معضلة فكل مرة يبدأون التحقيق معها يغمى عليها بسبب السحر وليس المطالبات المالية، كذلك إخوة الغامدي عاشوا معاناة، فما أن يصل إخوته إلى باب المدرسة حتى يعودوا أدراجهم إلى المنزل. سعدت بالسكينة التي تحققت لأسرة الغامدي، ودعوت لهم بالطمأنينة الدائمة، كذلك دعوت لفريق وحدة السحر في هيئة تبوك على تفانيهم في فك السحر، مع أنه وكما قال الخبر كان من الأسحار المحكمة. لم تكتمل سعادتي، فما أن انتهيت من الدعاء حتى دخلت معاناة في تفسير بعض الأمور، هذه الأمور متمثلة في: حسب قراءتي، ليس هناك مجتمع لديه أزمة مع السحرة إلا نحن ودول أفريقيا وإلى حد ما إندونيسيا، فيما باقي دول أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وباقي دول قارة آسيا ليس لديه نفس حجم الأزمة التي نواجهها. وحين أقول أزمة، فأنا لا أبالغ كعادتنا نحن العرب، لأن الكثير يتذكر عدد السحرة الذين تم القبض عليهم خلال سنتين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، فقد وصل عددهم -وحسب ما نشر في الصحف- 380 ساحرا يمارسون السحر بكل أنواعه المائية والبرية والهوائية. ويخيل لي وأكاد أجزم أن 380 ساحرا في مدينتين أمر يستحق وصفه بالأزمة التي تجعلني أطالب بوقوف المجتمع أمام هذه الأزمة الكبيرة، خصوصا أن مكةالمكرمة والمدينة المنورة لا تعدان من المدن صاحبة الكثافة السكانية كالرياض وجدة والشرقية. أعود لمعاناتي مع السحر، أعني معاناتي مع فهم الأمور، فأنا إلى الآن لم أستطع إيجاد رابط مشترك بيننا وبين دول أفريقيا وإندونيسيا الذين يعانون من استهداف السحرة مثلنا. حين أحيل الأمر لمسألة أننا مسلمون وهناك من يستهدفنا، أجد أن هناك دولا أفريقية كثيرة ليست مسلمة وتعاني من أزمة استهداف السحرة لها، فيسقط تفسيري هذا، فأعود للتفكير دون جدوى، ترى هل يملك أحد إجابة مقنعة تفسر استهداف السحرة لنا وللأفريقيين والإندونيسين من بد سكان الأرض؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة