هاجس الحب والجسد هذا البعبع الذي يرعبنا كثيرا لم يعد وليدا يحبو داخل ردهات المجتمع لقد تحول إلى مارد يعصف بكل شيء وما يحدث في الواقع أكثر رعبا مما نتخيله. وحين توصم الروايات المحلية بأنها تركز على الجسد كوسيلة انتشار تكون التهمة مجانية كونها لم تقس ما الذي يحدث في الواقع. والذي يحدث بحاجة إلى دراسات وحلول أعمق من لفظة نقص الوازع الديني، فنقص الوازع الديني شماعة ثقلت قرونها بما يلقى عليها من أخلاقيات نشاز. وإن كان الانحراف الأخلاقي الحادث من سرقات وغش ونجش وتدليس وأكل أموال الناس والظلم آفات قادمة من بوابة نقص الوازع الديني فهذا أشد إلا ما كون بعض تلك الانحرفات الأخلاقية تأتي ممن يتمتع بصلاح ظاهر وسمعة حسنة عند الناس ومع ذلك يقترف هذا الصالح (ظاهريا) انحرفات مؤلمة من ضمنها الانحرافات الجنسية. وثمة رسائل تنذر بالخطر تقفز من حادثة هنا وحادثة هناك وكلها تمثل رأس كارثة نعيشها ونصمت عنها. ولو تتبعنا تلك الرسائل فسوف يصعق الإنسان الغافل عما يحدث في الواقع من حوادث فاجعة. وفورة الحب الشاذ داخل المجتمع تمثل خطورة غير طبيعية، فكم هي نسبة التحرش بالأطفال ولماذا تحدث؟ وهناك أسئلة حارقة نسعى جميعا لنفيها لأنها تكشف لنا أن ماتم خلال سنوات من زرع الخشية في نفوس الأفراد لم تثمر إلا عن اعتوار أخلاقي يعصف بنا والكل ممسك بيقين أن مثل هذه التصرفات غير متواجدة في مجتمعنا. وهذا ابتعاد عن المعضلة الأساس التي دفعت ببعض أفراد المجتمع لفعل الفعل والإدمان عليه بتواطؤ صامت. وهذا يعني أن الوعظ لم يستطع بمفرده حل تشابكات وتعقيدات الحياة المتداخلة، فثمة احتياجات ما، ومتى لم تشبع فإنها تبحث لها عن منفذ من أجل تحقيق ذلك الإشباع. والجنس مثله مثل الأكل والشرب فلا أحد يستطيع الصوم المتواصل عنهما، والاقتراف جاء بسبب ظروف اجتماعية واقتصادية قاتمة أعدت بالبعض إلى اقتراف المحذور كبحث عن الإشباع. ومع رعبنا من ما يحدث لم نتغلغل في المشكلة تغلغلا يوقفنا على الأسباب الحقيقية وراء تنامي الشذوذ ولو واصلنا هذا الإهمال لمثل هذه الانحرافات فسنجد أنفسنا نغرق في طوفان الشذوذ. المشكلة أكبر مما هي في البال وأكبر من أن تناقش في مقالة عابرة وأعمق من نقص الوازع الديني وأكثر ضررا من إهمالها وأبعد أثرا مما نتخيل. هي تحمل نذير كارثة تستوجب التحرك السريع لإيقاف تناميها وإيجاد الحلول الواقعية لانتزاع المغذيات التي تضخ في أوردتها قبل أن تداهمنا فلا نجد مناصا من تقبلها على حالها شئنا أم أبينا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة