باتت عقوبة السجن ذات تأثير سلبي على الأحداث الذين يتم إيداعهم في الإصلاحيات مع أصحاب السوابق والجرائم الكبيرة؛ إذ أن الحدث يكتسب منهم طرق إتيان الجرائم، الأمر الذي يشكل قنبلة موقوتة وكارثة على المجتمع. اختصاصيون نادوا عبر «عكاظ» إلى سرعة تطبيق بدائل السجون وبخاصة في حق أصحاب الجنح اليسيرة، حتى يخرجوا أفرادا صالحين يسهمون في بناء المجتمع بدلا من تهديده.. فإلى التفاصيل: تأثير سلبي د. علي عباس الحكمي (عضو هيئة كبار العلماء): إقحام أصحاب الجنح اليسيرة مع مرتكبي الجرائم الكبيرة في السجون يؤثر عليهم سلبا، وهذا من مساوئ السجون، فإنها تزيد من يدخلها إجراما. هناك توجه إلى وجود بدائل للسجون للتخفيف من هذه الآثار، ولا شك أن البدائل نافعة؛ فالمقصود من السجن شيئان الإصلاح للجاني، والثاني زجره ومنعه من الجريمة وحماية المجتمع من شره، فكلما كانت العقوبة تؤدي هذين الغرضين كان ذلك أفضل، وإذا كان التعامل مع المجرم أو الجاني إلى إصلاحه فهو أفضل، لكن يجب البحث عن بدائل. توجد دراسات على مستوى العالم والمملكة للبحث عن بدائل للسجن قدر الإمكان، وهذا مطلب شرعي؛ فالسجن ليس المقصد والغاية بحد ذاته، بل وسيلة إلى كف شر المجرم فإذا وجدت وسيلة أخرى تحقق المقصود فهذا هو المطلوب وإن لم توجد فلا بد من هذه العقوبة. قنبلة موقوتة د. هاجر نياز (رئيس القسم النسائي للجنة الوطنية للطفولة): لابد أن تكون بيئة السجن سليمة تخرج فردا نافعا، وإذا استعملنا البدائل فلابد أن تكون مخططة ومدروسة بشكل سليم بحيث يكون تنفيذها أيضا سليما، أما إذا كان تنفيذها سيئا فإنها ستخرج لنا جيلا يشكل قنبلة موقوتة تهدد المجتمع. لابد من دراسة بدائل السجون التي سيتم تطبيقها بشكل جيد، وذلك عبر عدد من المختصين في جميع النواحي اجتماعيا ونفسيا وتربويا، وأن يتم تطبيقها بالتناسب مع المرحلة العمرية. أعمال اجتماعية فهد صالح القرناس (مدير رعاية الأحداث في وزارة الشؤون الاجتماعية): حبذا لو تضمنت بدائل السجون الإلزام بأعمال اجتماعية معينة، مثل الأعمال التطوعية مع الجمعيات الخيرية، أو العمل في تنظيم حركة السير، أو النظافة، أو العمل في المستشفيات، وخاصة مستشفيات النقاهة، أو مراكز رعاية المعوقين، أو رعاية المسنين، والهلال الأحمر، والدفاع المدني. ويمكن أن تشمل البدائل أيضا نظافة الأماكن العامة من المساجد والحدائق والدوائر الحكومية، والمنع من السفر، والعمل في الخدمة العسكرية، والإلزام بحضور ندوات أو محاضرات أو دورات تدريبية أو تأهيلية، والأعمال الدعوية، والقيام بأعمال التعقيب لمنسوبي الدولة الذين يصعب عليهم الخروج من العمل، ولكبار السن والأرامل والمطلقات ومن هم بحاجة لذلك، والبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا وفق ضوابط معينة.