عندما أتابع ما يكتب عن مشاريع المياه والصرف الصحي في محافظة أملج أفهم معنى المثل الشهير (أسمع جعجعة ولا أرى طحينا) وآخرها ما صرح به مدير عام المياه في منطقة تبوك لوسائل الإعلام المختلفة بأن نسب الإنجاز في مشاريع المياه والصرف الصحي في أملج بلغت 92 في المائة وهذا فيه خلط ولبس وإخفاء.. فالمدير العام لم يفند لنا ما هي نسب الإنجاز في مشاريع المياه على حدة ومشاريع الصرف الصحي على حدة. وهنا يبرز سؤال لا بد من طرحه: ما هو الهدف من تصاريح إعلامية لاتوضح للمواطن المشاريع بالتفصيل؟، مع أن الهدف الذي يطمح إليه أمير منطقة تبوك عند توجيهه لجميع مديري العموم في المنطقة بضرورة عقد لقاءات صحافية هو تعريف المواطن بالمشاريع والخدمات التي اعتمدت لهذه الإدارة بالتفصيل وهذا التوجيه ليس بغريب على سمو أمير منطقة تبوك الذي دائما ما يؤكد على أهمية توضيح الحقائق وإبرازها في وسائل الإعلام. فهو المسؤول الذي يدرك قيمة ومعنى الإعلام وما تصريحه قبل أيام حين طالب سموه الجهات الحكومية أن لا تستخف بما يكتب عنها أو ينقل في وسائل الإعلام مؤكدا سموه أن كل حقيقة يجب أن تظهر لوسائل الإعلام إلا أكبر دليل على ذلك. وإن كان المدير العام لم يفند فإنى سأتولى المهمة من خلال ما أشاهده على أرض الواقع. قضايا مشاريع المياه في محافظة أملج قضايا متشعبة فمن قضية خطوط قديمة وصل عمر بعضها 40 عاما وأصبحت غير قادرة على مواكبة الزيادة السكانية والتطور العمراني ومرورا على قضية الخط الرئيسي الذي يرتفع ضغطه بين الفينة والأخرى وتكون النتيجة انفجارات متتالية في أماكن متفرقة من المحافظة وصل عددها في شهر إلى 7 رغم أن الخط الرئيسي الجديد قبر قبل عامين وإلى الآن لم يستخدم مع أن الحاجة ماسة إليه. وليس أخيرا قضية حي البطحاء الذي اختلطت مياه شربه مع مياه بيارة الصرف الصحي واستمر الأهالي شهرا وهم يستخدمون المياه الملوثة مع أنهم أبلغوا فرع المياه في أملج شفويا وخطيا ولم يلتفت لشكواهم إلا بعد شهر من المعاناة وانتهاء مجازا بقضية قرى أملج خاصة الشرقية التي لا يعرف سكانها سببا لحرمانهم من مشاريع السقيا، وهنا لا بد من ذكر ملاحظة يجب التوقف عندها وهي أنه لا توجد قرية في أملج بها شبكات للمياه مع العلم أن مشاريع شبكات القرى تعتمد ببند خاص بها ولا تدمج مع مشاريع المحافظات.. أما مشاريع الصرف الصحي فلا أعرف كيف أفندها فقبل عام تم مد خط بطول 500م بطريق الكوريش المار بحي الضويحي وبعده بعام مد خط بطول 800م في حي البلد وبعيدا عنه على طريق الملك عبد العزيز تم مد خط بطول 300م. هذه الخطوات تمت لمشاريع وضع حجر أساسها عام 1427ه ومدد تنفيذها قاربت على الانتهاء، فهل من المعقول تنفيذ 1600م من مجموع 45 ألف في ثلاث سنوات، ويقولون نسب إنجاز 92 في المائة. أضف إلى ذلك أن مراحل مشاريع الصرف الصحي الثلاث من ضمن بنودها إنشاء محطات لرفع مياه الصرف الصحي بالأحياء والواقع يقول إنه لم يتم عمل واحدة منها حتى الآن، فمشروع خط طرد مياه الصرف الصحي المركزي لم يبدأ العمل فيه، محطة المعالجة المركزية نسب الإنجاز فيها لا تذكر. نايف جابر البرقاني تبوك