قدم مزورون من الهند وبنجلاديش، اتخذوا من حي الشرفية الشعبي منطلقا لنشاطهم، عروضا مغرية للمتخلفين الآسيويين تمثلت في بطاقة بلدية مجانية مقابل هوية مغشوشة بقيمة 450 ريالا. لكن عملية أمنية مباغتة قادتها شعبة البحث والتحري في دوريات جوازات منطقة مكةالمكرمة أنهت نشاط الزعيم (روبل) وشريكيه (عبد اللطيف) و(شاه الحميد) الذين سقطوا في ساعة متأخرة من ليل أمس الأول في قبضة السلطات. عملية الدهم السريعة التي شهدتها شقتان في الحي الشعبي كشفت مفارقة طريفة تمتثلت في إمتناع زعيم المزورين في استخدام هوية مزيفة مخافة السقوط في يد الأمن. وقائع العمل الأمني المباغت بدأت بحصول وحدة البحث والتحري في دوريات الجوازات على معلومات مؤكدة عن نشاط هنود وبنجلاديشيين في إدارة معمل في حي الشرفية لتزييف وتحوير المستندات والمحررات والبطاقات الرسمية الممغنطة، فتتبعت السلطات تحركات المشتبهين عن طريق فريق ماهر أشرف عليه العميد مسفر الطليلي، وقاده النقيب ياسر الشاعر، وتمثلت خطة الفريق على مراقبة تجمعات الآسيويين في محيط الحي، وتركيز الاشتباه في عامل بنجلاديشي يحمل اسم روبل، وتقرر في الحال اختراق محيطه عن طريق زبون وهمي استدرج الزعيم ونجح في اقناعه بتجهيز بطاقة هوية مزيفة مقابل مبلغ 450 ريالا، لم يتردد المتهم في قبول الصفقة وزاد عليها بعرض بطاقة بلدية مجانية للزبون تحفيزا له على ثقته، وقضت الصفقة على تسليم ثمرة الصفقة بعد يومين، على أن يدفع الزبون جزءا من المبلغ كعربون صداقة وثقة. عند حلول الموعد تلقى الأخير اتصالا عاجلا من المتهم يطلب فيه الحضور فورا لاستلام البطاقة المغشوشة ومعها ورقة البلدية المزيفة، ولم يرفض الزبون الوهمي الموعد المحدد في الثانية بعد منتصف الليل، وفي اللحظة التي تأهب فيها الزعيم روبل للقاء الزبون انقضت عليه العناصر الأمنية، وبتفتيشه لم يعثر رجال دوريات الجوازات على أية بطاقات أو هويات معدة للتسليم، وأنكر المتهم أية علاقة له بعمليات تزوير وخلافه، لكنه أسقط في يده عندما واجهه الزبون الوهمي بكل الدلائل والقرائن، فحاول تحميل المسؤولية على أعوانه، مشيرا إلى أن دوره يقتصر فقط على اصطياد المتخلفين الآسيويين من الشوارع والطرقات. ولم يتردد روبل في إرشاد الأمن عن مقر أعوانه في إحدى الشقق القريبة ليتم ضبط رجلين في المكان إلى جانب عشرات المحررات والمستندات والهويات المزيفة. وشهدت عملية الدهم مشادات عنيفة بين روبل وصديقيه عبد اللطيف وشاه الحميد، حيث حمل كل طرف الآخر مسؤولية تسرب أخبار معمل التزييف. في وقت لاحق أحيل المتهمون الثلاثة إلى السلطات المختصة بمتابعة من مدير جوازات منطقة مكةالمكرمة، العميد سالم الزهراني، وإشراف العميد مسفر الطليلي.