\حزمت أم فيصل حقائبها وأمنياتها وأضحكت أطفالها واتجهت بهم إلى جدة قبل بداية إجازة الربيع، ورغم طول الرحلة استمتعت وزوجها بقائمة أطول نثرها الصغار؛ مطالبين بزيارات مدن ترفيه وشواطئ ومطاعم وأسواق. لم يكمل الصغار وأمهم ووالدهم الساعات الأولى من الوصول إلى جدة منتصف الأسبوع الماضي، وسريعا خرجوا إلى أقرب مطعم، تفاجأت الأسرة بأبراج الشيش أو الأرجيلة التي لا يعرفونها إلا في المسلسل الرمضاني (طاش)، عندما يصدح الفنان يوسف الجراح «الشيشة أم أيمن». تروي أم فيصل تفاصيل مؤلمة عن أسرة كانت تتناول العشاء في طاولة مجاورة، أثار فضول الأم أما مثلها اصطحبت طفلتها التي لم تتجاوز العاشرة، وابنها المراهق، تفننت الأم وابنها في توزيع دخان المعسل بينهما، بينما الطفلة تحل الواجبات المدرسية على طاولة المطعم، ويزعجها شقيقها بنفث دخان المعسل في وجهها الآيل للنوم بعد أن تكسرت جفونها من السهر والتعب، بينما الأم، وفقا لأم فيصل، تتفقد خصلات شعرها المتطاير دون اكتراث. بعثت أم فيصل قصة زيارتها لجدة في رسالة إلكترونية شعرت أنها ستخرج من شاشة الكمبيوتر لتشد شعرها وتصرخ في وجهي: «يا هوو حرام»، واعترفت أنها لم تستطع أن تتدخل في شؤون الآخرين، إلا أنها تشجعت عندما شاهدت موقفا آخر في مدينة ملاهٍ كبيرة. تعبت أم فيصل من مطاردة الأطفال، واختارت مكانا قصيا بعيدا عن الإزعاج في مدينة الملاهي الصاخبة، جلست الأم تقابلها شابة تحتضن طفلتها، التي لم تتجاوز العام والنصف والمصابة بإعاقة، بيد وتحمل مبسم (المعسل) باليد الأخرى، احتقنت أم فيصل عندما انشغلت الأم المراهقة بالهاتف الجوال والتقطت الطفلة مبسم (الشيشة) ووضعتها في فمها. ضربت الشابة رضيعتها المعوقة على وجهها ثلاث مرات أمام أم فيصل، فلم تتمالك الأخيرة نفسها وصرخت في وجهها غضبا. تقول أم فيصل: «أعلم أن هناك من يمارس تدخين المعسل وهي عادة سيئة، والأشخاص قد يكونون رائعين ومحترمين، لكن المؤلم إقحام الأطفال بهذه الطريقة، وأعرف أن هؤلاء فئة بسيطة ولا يمثلون أهل جدة، لكن يجب أن يسن قانون يتضمن عقوبة لمن يقحم الأطفال في هذه الممارسات». يكفي ما قالته أم فيصل التي ستغادر جدة بكثير من الذكريات الجميلة وقليل من المؤلمة، والتغيير الحقيقي يجب أن يبدأ من دواخلنا ثم بعصا العقوبة، وإلا فسيتربي أطفالنا على ثقافة الشيشة؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة