«على رغم مضارها الكثيرة، لا أستطيع الابتعاد عنها، فهي عشقي الوحيد، أنا لا أتصور أن يمر يوم من دون تدخين للأركيلة». هكذا بدأت هناء حديثها عن ولعها الشديد بالشيشة، مضيفة «أعلم أن مضارها كثيرة، وأنها ناقل قوي للكثير من الأمراض المعدية وعلى رأسها أنفلونزا الخنازير، إلا أن الولع بها والعادة تشداني إليها». جميع مقاهي جدة مكتظة بالمدخنين، وعندما تدخل إلى أحدها ستظللك سحابة من الدخان يملأ المكان، وبالطبع من يحمل أي «فيروس» سيسبب العدوى للآخرين. المدخنين وغيرهم. أما هناء فتقول إنها تتبع وسيلة للتخفيف من انتقال العدوى «ألجأ إلى الخرطوم الصحي الذي يستعمل لمرة واحدة». فيما يقول هشام (35 سنة) الذي يتعاطى الشيشة منذ 20 عاماً: «إنه يتعاطاها كمزاج وليست إدماناً بالنسبة له، إذ إن تحديد تناولها والتحكم بها راجع لي»، مشيراً إلى أنه يفضل شربها داخل منزله فقط، ولذلك فهو آمن من العدوى في اعتقاده. راما في الثامنة عشرة من عمرها وتدخن الشيشة منذ سنة وتشعر أنها ضرورية، ولا يكتمل جوها إلا في جلسات المقاهي المخصصة، ومع الصديقات، وتقول: «عندما تمر فترة ولا أدخن أشعر بالاشتياق لها، وعندما تدخن والدتي الأركيلة، أشاركها في التدخين، إذ إنني لا أفضل التدخين بمفردي، بل يجب أن يشاركني أحد، أما موضوع أنفلونزا الخنازير، فأنا لا أخشى العدوى لأنني أرتاد مقاهي نظيفة، واستعمل خراطيم صحية واقية». وباءت محاولات نوال ذات 28 ربيعاً في الإقلاع عن الشيشة بالفشل. «أدخن منذ تسع سنوات، وحاولت كثيراً الإقلاع عنها، إلا أن البيئة التي أعيش فيها لم تساعدني، فجميع معارفي من المدخنين، لذلك لم أجد التشجيع من أحد للإقلاع عنها»، موضحة أنها ابتعدت عن تدخين الشيشة في المقاهي منذ بدء انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، «فأصبحت أدخن مع الصديقات في المنزل وهذا يشعرني بالأمان أكثر، وأستعمل مع ذلك خراطيم صحية ترمى بعد استخدامها مرة واحدة». وفي المقابل، يوضح استشاري الأمراض الصدرية الدكتور محمد علي السيد أن انتقال فيروس أنفلونزا الخنازير يكون من طريق الرذاذ واللعاب ومفرزات الجهاز التنفسي أثناء السعال والتدخين، وهذا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشيشة. ويضيف: «يتواجد الفيروس في خرطوم الشيشة والمبسم. صحيح يوجد الآن ما يسمونه الخراطيم الصحية ذات الاستعمال الواحد ولكن أود التأكيد على أن لا فائدة ترجى منها، إذ إن الفيروس سريع الانتشار، «كما لا ننسى أن الشيشة تقلل المناعة، والذي يدخن عنده قابلية أكثر لالتقاط العدوى مقارنة مع غير المدخنين، والدخان المنبعث من الفم يسبب العدوى كثيراً». وأكد «أن الشيشة، والأركيلة، والجراك، والمعسل، والتنباك، أسماء كثيرة لمنتج واحد يتسم بالمرض والعدوى والهلاك ومع ذلك يكابر مجتمعنا في تعاطيه».