تعرضت المناطق الريفية في آيسلندا، أمس لهزات أرضية قوية نجمت عن البركان، الذي أصبح يمثل تهديدا لآلاف المسافرين عبر أوروبا، في الوقت الذي أطلق فيه البركان سحبا متصلة من الرماد في الجو. وتحرك الرماد الناجم عن البركان نحو الجنوب الشرقي باتجاه أوروبا مبتعدا عن العاصمة ريكيافيك وغيرها من المراكز الأخرى الأكثر اكتظاظا بالسكان. وبين مكتب الأرصاد الجوية في آيسلندا، أن الهزات الناجمة عن البركان زادت شدتها عن السابق، لكن سحابة الرماد المتصاعد من البركان انخفضت إلى ارتفاع يتراوح بين أربعة وخمسة كيلومترات من 11 كيلومترا عند بداية الثوران في الأسبوع الماضي. وفي السياق نفسه، أوضح أينار كيارتانسون المتخصص في علم الجيولوجيا في مكتب الأرصاد، أن هناك إشارات متباينة تدل على أن الثوران سيهدأ وأخرى تظهر أنه لا يتراجع، ومن الإشارات الإيجابية بالنسبة لسكان المنطقة أنه لا يوجد تهديد فوري بمزيد من الدفقات التي يطلقها البركان، لكن ذلك لا يعني أن أوروبا سترتاح كثيرا من سحابة الرماد التي تملا الطبقة العليا من الغلاف الجوي بجزيئات صغيرة من الزجاج والصخور المفتتة التي تهدد محركات الطائرات وهياكلها. الممرات الملاحية وفي الوقت الذي خرجت وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء بدراسة حديثة تحذر من خطورة الرحلات الاختبارية، وتكشف قوة تأثير الرماد البركاني على الطائرات بشكل عام، طالبت أمس المنظمة الدولية للنقل الجوي (آياتا) بفتح «بعض الممرات الملاحية» على الأقل، منتقدة طريقة إدارة السلطات لأزمة سحب الرماد البركاني. وقال مدير الآياتا جيوفاني بيزينياني خلال مؤتمر صحافي لجمعية الصحافيين المحترفين في قطاعي الملاحة الجوية والفضاء «نحن بعيدون جدا عن الشعور بالرضا على الطريقة التي أدارت فيها الحكومات الأزمة». وطالب «بقرارات تستند إلى أوضاع حقيقية»، بينما يشكل إغلاق جزء من المجال الجوي الأوروبي فائتا في الربح يبلغ 200 مليون دولار يوميا على الأقل لشركات الطيران، وقال بيزينياني «إن تقييم الخطر يفترض أن يسمح لنا بإعادة فتح بعض الممرات بدلا من إغلاق كل المجال الجوي». رحلات اختبارية وعلى صعيد الطيران، سيرت عدد من كبرى الشركات الجوية الأوروبية رحلات اختبارية خلال اليومين الماضيين؛ لتقييم التأثير المحتمل لسحب الرماد المنبعثة من بركان آيسلندي على الطائرات، واعتبرت أن سلطات الطيران المدني بالغت في ردها على هذه الأزمة. ومن المقرر، أن تقوم الشركة بسلسلة من خمس رحلات من دون ركاب الهدف منها «جمع العناصر لزيادة المعلومات حول تأثير غمامة الرماد». وتمت الرحلة الأولى التي قامت بها طائرة إيرباص إيه - 320 بين باريس وتولوز (جنوب غرب) «في ظروف عادية ولم تتم الإشارة إلى أي وضع غير طبيعي». وأقلعت شركة (بريتيش أيرويز) البريطانية رحلة اختبارية من دون صعوبات لطائرة بوينغ 747 واستمرت الرحلة ثلاث ساعات من مطار هيثرو، وحلقت فوق المحيط الأطلسي قبل أن تعود إلى كارديف. وأكد متحدث باسم الشركة «أن الظروف كانت ممتازة ولم تعترض الطائرة أي صعوبات.. وهي ستخضع الآن لتحليل تقني كامل في القاعدة الهندسية لبريتيش أيرويز في كارديف». وبينت لوفتهانزا أنها قامت بعشر رحلات دون ركاب من فرانكفورت إلى ميونيخ من دون أن يسجل أي عطل أو ضرر. وتحدث الناطق باسم الشركة فولفغانغ فيبر «لم تكن رحلات اختبار بل تأكدنا من أن الطائرات التي تم تحليلها لم تتعرض إلى أي ضرر ولا خدش على الزجاج الأمامي أو المقصورة ولا على جسد الطائرة أو محركيها». وحلقت الطائرات على عدة ارتفاعات بين ثلاثة إلى ثمانية آلاف متر «وعلى ما يبدو ليس هناك رماد بركاني حتى ثمانية آلاف متر». انتقاد وتساؤلات وأثارت الرحلات التجريبية التي تمت من دون مشاكل التساؤلات حول إغلاق قسم كبير من المجال الجوي الأوروبي لأربعة أيام، وانتقدت لوفتهانزا وإير برلين السلطات لقلة تقييم نسبة الرماد البركاني في الهواء. قياس الجزيئات إلى ذلك قرر علماء ألمان أمس القيام برحلة لقياس نسبة جزيئات الرماد البركاني المتضمنة في السحب الآيسلندية، وقال أندرياس شوتز العضو في مركز أوبرفافنهوفن بافاريا «إننا نستعد لرحلة لأخذ عينات حتى علو عشرة كيلومترات»، أي أعلى من العلو الذي تحلق فيه معظم طائرات نقل الركاب. وقال شوتز إن مجمل المعطيات التي سيجمعها الباحثون سيتم الاستفادة منها على الفور ونقلها إلى جهاز الرصد الجوي الألماني.