هذه العبارة تتكرر كثيرا من كثير من أناس عندما يريد أحدهم مساعدة من شخص آخر، وهذا المصطلح في نظري أنه لا يصلح في مثل هذا الموطن، كما هو الشأن في كثير من المصطلحات التي يمارسها الناس فيما بينهم وفي مجتمعاتنا وتحتاج تلك المصطلحات إلى غربلة وإعادة نظر، فالأولى بمن يريد مساعدة من شخص آخر ألا يجعله في مقام الخادم له، بل عليه أن يتخير العبارات المناسبة، ويجعل من نفسه صاحب حاجة، ومن يقدمها له أو يساعده فيها صاحب فضل وإحسان وعون، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث: .. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ولم يقل في خدمة أخيه. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في المسجد شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة. وليعرف ذلك الشخص الذي يطلب أن يخدمه الناس من هو حتى يتشرف الناس بخدمته، فلربما صار المطلوب منه المساعدة خيرا من الطالب، ثم قد يكون قوله هذا «ممكن خدمة لو سمحت» عائقا له للوصول إلى ما يريد، فيوغر صدر المطلوب منه المساعدة بتلك الكلمة فتكون النتيجة إحجام الناس عن مساعدته، هذا إن لم يترتب على ذلك ما هو أشد وأنكى، فليتفطن إلى ذلك. [email protected]