أكرموه بعداوتهم فأكرم القراء بخلاصة تجربته الحياتية في التعامل مع أنماط من الأعداء يبرزون مع كل حالة نجاح إنساني. يواجه الناس أصنافاً من الناقمين وقليلا من الناقدين، الكثير يتأثر بكلمة ويسقط في دهاليز جملة أو في ردهات حملة من السهام، والقليل من ملك إرادة التخلص من حنق الذات ورغبة المخاصمة وفطرة الدفاع وحاجة التفاعل مع ما يطرح ليتحرك في مساحة نجاحه يبدع كما بدأ وينضج كما يريد مستخلصاً من إبر النحل مذاق العسل يغض الطرف عن أهواء الناس وتضافر اتهاماتهم ويعلن افتقاره لمواطن في هذه النظرات فيها من الصواب ما يجعله مستمراً في طريق النجاح.. هكذا تنتزع العداوات الأصدقاء وتزرع المواجهات وحين تنتفض معاني التفكير العميقة وتبرز العقول الخبيرة تصبح كثرة الأعداء ميدانا لحصد النقاط والاستفادة من الثغرات والتعرف على سلبيات الذات وبناء حصانة ذاتية ضد محاولات النقد المؤدلج فيتفرغ العاملون لعملهم ويكتسحون ألغام الكلمات التي تطلقها أفواه القاعدين عن العمل. شكرا أيها الأعداء كتاب يجمع بمعاني الحكمة ويستخلص من تجربة الخصوم في مواجهتنا مواطن للانطلاق وإيجابيات تبعث للتفوق وميادين لو أدرك الأعداء حجمها لأوقفوا عداوتهم نكاية بنا! سطور تحركت في مساحات مهمة تتنازعنا وتفشل كثيرا من إنجازاتنا ما بين توظيف النص الخاطئ والتترس المزيف بالنصوص لتحقيق أهدافنا القاصرة إلى منهجية النقد ومحكات الأخلاق ليتوج الكتاب بدعوة للتصافي. كؤوس مترعة بالأمل من دروب المشقة والمعاناة أكرمني بها إهداء شيخي الشيخ سلمان العودة وقد كان بحق كتابا للتأمل، ففي جنباته وبين أوردة حروفه تجارب وخبرات في البذل للوصول إليها والجهد لامتلاكها تحقيقا للتوازن النفسي للفرد والمجتمع. في كل زمن خيول العقل تتجاوز في سباقها الصخور التي تواجهها في طرقات الطريق الطويل، تصل الخيول وتبقى الصخور ثابتة في مكانها تبحث عن محاولة إفشال أخرى دون أن تفكر لمرة واحدة كيف تصل لآخر الطريق الذي تعيش فيه منذ سنوات.