منذ خمسة أشهر والتصريحات والأحاديث الفنية القادمة من «لوكيشنات» الأعمال الرمضانية تشير إلى أننا أمام موسم استثنائي عبر الشاشة الفضية، قدم من خلاله الكل أقصى ما يملك من طاقات إبداعية، إلا أنه بدءا من اليوم ستكون تلك التصريحات غير مجدية وسيكون الحكم الأول والأخير لمشاهد يفهم اللعبة جيدا، ويتقن سير الأمور وكل ما يدور حوله وما بين إيماءات العيون وحيرة إبهام يطأ على «الريموت كنترول» يضع نجوم الفن أيديهم على قلوبهم خشية الوقوع في الفخ.. وهنا نفتش داخل أبرز الأعمال الرمضانية ونغوص داخل الإطار لتقريب الرؤية لمشاهد انتظر المتعة منذ عام. «طاش» بفكرة جريئة طبقت قبل أعوام في الدوري الإيطالي فكرة تحكيم مباراة بحكمين وكان العالم يترقب مدى نجاح الفكرة لتطبيقها إلا أن الفشل الذريع كان هو العنوان الأبرز لهذه التجربة، وبنفس الفكرة القادمة من إيطاليا يترقب المهتمون بالوسط الفني مسلسل «طاش ما طاش» الذي يطبق ذات التجربة الإيطالية ولكن هنا بمخرجين اثنين هما الأردني محمد عايش والشاب سمير عارف، وكأن القائمين على العمل فكروا في التخلي عن الوحدة في الصورة والاحتفاظ بذات النفس المرئي وستقع الكاميرتان في كفتي ميزان الجمهور، وآثروا التنويع خاصة أن الجزء الماضي لم يوفق المخرج هشام شربتجي ومساعده موسى عشا رغم امتلاكهما خبرة كبيرة، وشهد العمل اعتمادا كبيرا على التصوير الداخلي؛ ما أوصل قناعة لدى عبدالله السدحان وناصر القصبي أن الخبرة الكبيرة ليست مهمة بقدر الحرفنة من مخرج يجيد إتقان لعبة «طاش» التي يفهمها جيدا المخرج عبدالخالق الغانم المبتعد عن الفريق لأسباب خاصة. وبعيدا عن الأحكام الاستباقية ينتظر الجمهور ما يقدمه طاش ما طاش على مستوى النص الذي تكتبه ورشة عمل تشربت خط المسلسل على مدى أعوام، وبقي المحك الحقيقي والصعب هو إيجاد أفكار تليق بعمل ينتظره الجمهور ويعول عليه الكثير. غياب ألغى «بيني وبينك» قبل هدوء العاصفة والنار بين الفنانين حسن عسيري وفايز المالكي التي اشتعلت بداية العام الجاري بسبب فسخ الأخير عقده مع شركة الصدف، والأفكار تدور في رأس عسيري والأوراق تتحرك على طاولته حتى يخيل لمن يراه من بعيد من حيرته أنه يحرك قطع الشطرنج بحثا عن حلول وإيجاد بديل يسد فراغ «مناحي»، حتى توصل للفنان حبيب الحبيب الذي يحمل جزءا من النكهة ولا يعطي الطعم كاملا خاصة أن الأخير من الفنانين الذين يملكون نفسا قصيرا، فآثر عسيري أن يسير العمل على نفس «المود» وأن يحوله إلى ثلاثة «اسكتشات» قصيرة الأولى درامية توجه للكبار والثانية يتحول الطاقة إلى فيلم كرتون موجه بالدرجة الأولى للصغار، وفي الفقرة الأخيرة يتحول الأمر إلى «سيت كوم» هذه الأفكار الجديدة ألغت الملامح الحقيقية والهيكلة الواضحة للعمل التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب، وألغت بوادر المقارنة التي كانت تلوح في الأفق بين «بيني وبينك» و«طاش ما طاش»، ويتضح أن غياب فايز المالكي أصاب المسلسل في مقتل، وفككه ليتحول أشبه إلى البرامج الكوميدية على غرار «سي بي إم». تراجع «غشمشم» لا تزال قناة دبي تتمسك بمسلسل «غشمشم» ليس حبا في الكوميديا الخارقة للعادة التي يقدمها الفنان فهد الحيان، ولكن بحثا عن المعلن من خلال جذب المشاهد السعودي، ولو أعدنا بالذاكرة إلى العمل منذ بداياته لوجدنا أنه يشهد تراجعا كبيرا بعد الجزء الأول وهو يعاني من التفكك في الأفكار والتمطيط في بعض المشاهد، ولم يحفظ وجود الكاتب ناصر العزاز ماء الوجه للمسلسل الذي لا يزال يقدم كوميديا بعيدة عن الواقع، إضافة إلى تساقط أحجار «الدومينو» من خلال خروج عدد من الفنانين وكتاب ساهموا في بدايات لم يكتب لها النجاح. السندريلا رهينة الأسرة عند الحديث عن الدراما الخليجية لا بد أن نبدأ بالفنانة سعاد عبدالله التي تصدر مسلسلها «أم البنات» قائمة المسلسلات الأكثر متابعة في رمضان العام الماضي، ولا يخفى على الجميع أن الكاتبة هبة مشاري حمادة أعادت بث الروح في السندريلا من خلال نوعية القصص الاجتماعية التي تتطرق لها، وإجادتها كتابة النص الذي يشرح العلاقات الأسرية ويحمل الطابع الاجتماعي، وهذا سر تمسك سعاد بالكاتبة منذ فترة طويلة. هذا العام ستحضر من خلال مسلسل «زوارة خميس» الذي يدور في نفس الدائرة، ومن المنتظر أن يحمل أبعادا درامية جديدة، وألا تقع في فخ التكرار بطرح نفس القصة الأسرية، وهو من بطولة سعاد عبدالله، محمد المنصور، شجون، إلهام الفضالة، مرام، لمياء طارق، حمد العماني، حسين المهدي، مشاري البلام، فاطمة الصيفي. حياة ضعيفة منذ أعوام وتحديدا منذ ابتعادها عن توأمها سعاد عبدالله وهي تعاني من عدم توازن سبب لها إرباكا بين التفرغ للتمثيل والانتباه إلى الإنتاج الذي اقتحمته بقوة. حياة الفهد تعود المشاهد أن يراها في الأعوام الأخيرة من خلال الأعمال التي تظهر من خلالها مسكينة وضعيفة وتعاني من ضيق الحال، وكأنها ترغب في استعطاف المشاهد الذي تجبره عاطفته على الوقوف مع الطرف المضطهد الذي يقع عليه الظلم. سيدة الشاشة الخليجية عادت لتكرر هذه الأدوار من خلال مسلسل «ليلة عيد» الذي سيعرض على قناة «إم بي سي» وتعمل من خلاله مربية وخادمة لأولاد إخوتها، وتدفع من خلال المسلسل ثمن غلطة ارتكبتها في شبابها، المشاهد ينتظر من حياة الفهد الخروج من هذه العباءة وعدم الاتكال على رهانات خاسرة. «فينك» والكوميديا فين؟ دائما أعمال «السيت كوم» تركز على كوميديا الموقف التي بدورها تحتاج إلى نوعية معينة من الفنانين يتقنون هذا اللون جيدا إلا أن المتابع لأسماء أبطال مسلسل «فينك» الذي سيعرض على شاشة القناة الأولى يكتشف أن هؤلاء النجوم ليسوا أصحاب تجربة كوميدية أو درامية تجعلهم يتصدون لأول مسلسل «سيت كوم» سعودي، فالفنانون: تركي اليوسف ومروة محمد ورانيا محمد، سيجدون صعوبة في إقناع المشاهد، أما إذا كان العمل شبيها بتجارب «السيت كوم» العربية فإنهم لن يجدوا أي مشكلة، لأن أغلب التجارب العربية فشلت بسبب ضعف النصوص. الفخراني في الفخ قدم الفنان يحيى الفخراني في الأعوام الماضية أعمالا كان مستواها الفني عاليا، وحظيت بنسبة متابعة جيدة مثل «يتربى عزو» و«شرف فتح الباب»، واستطاع أن يصب من خلالها عصارة تجربته الفنية، الفخراني في الموسم الحالي قد يقع في فخ «السلق»، خاصة أن الشهر الفضيل يبدأ وهو لا يزال يصور ويحاول اللحاق بما يعرض مما قد يوقعه في أخطاء لا حصر لها، ولا ينتظرها الجمهور من فنان يعيش تجربة النضج منذ أعوام. تجاوزات غادة في العام الماضي حاول أحد المحامين المصريين رفع دعوى قضائية على الفنانة غادة عبدالرازق بسبب التجاوزات والبذاءة التي حملها مسلسل «الباطنية»، وكان من المنتظر أن تتجاوز الفنانة مطب العام الماضي إلا أن قصة مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» وبعض اللقطات القادمة من المسلسل تشير إلى أن التجاوزات مستمرة، ولا تزال غادة وأمثالها يعكرن صفو الشهر فضائيا، وتتحمل بعض الفضائيات التي تتساهل مع هذا النوع من الأعمال مسؤولية كبيرة