رابغ الوادعة على ساحل البحر الأحمر إلى الشمال من جدة تتجول في أحيائها القديمة الماعز بجانب الطفل ويتمنى قاطنوها أن تتحول الحشائش القليلة في الممرات والأزقة إلى أشجار تزين الشوارع. والناس في رابغ يتشاركون في الهم مع البقية إذ المطالب تتمحور حول شبكة صرف صحي، مياه واتقاء أخطار السيول ويرون أن البلدية يجب أن تبذل جهدا أكبر لتعبيد الطرق والإنارة وتجميل الشوارع. يشد الزائر إلى رابغ بيوت طينية قديمة مهملة تعرف باسم قرية القلة وتسترعي انتباهه مجموعة من البيوت تمثل سكنا خيريا يطلق عليه مجمع المرجانية الخيري التابع لجمعية رابغ الخيرية إذ تظهر على المجمع السكني حالة من التردي تبدو في نخر أساساته واتساعها لهرب أطفال المجمع الخيري الذي يحوي قصصا وصورا من بينها حالة الكفيف ضيف الله البيضاني، الذي يترقب موسم الصيف بمزيد من التذمر، كون أجهزة التكييف الخاصة بما خصص له من سكن ليست بحالة جيدة وتشغل باله كثيرا فاتورة الكهرباء التي يعتبرها مرتفعة بما يرهق وضعه الاقتصادي، وهو يرى أن مشروع الإسكان الخيري في المرجانية يعاني خللا واضحا في البنية التحتية ومن غياب شبكات المياه والتصريف والخدمات بشكل عام. صورة أخرى تظهر بوضوح في عيني عائض البلادي من سكان قرية المرجانية الخيرية يحددها بلسانه قائلا «إن مستنقعات مياه الصرف الصحي تسببت في انتشار البعوض لذا لابد من إنشاء شبكات لتصريف المياه الملوثة والحقيقة أن الجمعية الخيرية التي أنشأت القرية بدعم من فاعل خير تخلت عن متابعة المجمع المتهالك». البيوت الطينية في رابغ تبرز بشكل واضح ولذا يطالب مبروك البلادي بالاهتمام بقرية القلة التاريخية التي يعود تاريخها إلى 300 عام بحسب قوله وانتشالها من حالة الإهمال الذي أثر على معالمها وحولها إلى أطلال. ورداً على شكاوى الأهالي، أكد ل«عكاظ» رئيس بلدية رابغ المهندس محمد الفقيه، أن أجهزة الرقابة في البلدية تتابع أعمال المقاولين المناطة بهم مسؤولية رفع النفايات والمخلفات، وتوثيق الملاحظات في تقارير شهرية، يتم بموجبها فرض غرامات وحسومات من المخصصات، إذا ثبت التقصير. وأوضح المهندس الفقيه أن البلدية وجهت الأهالي بضرورة نقل مواشيهم إلى خارج النطاق العمراني، بعد ملاحظة انتشار الأغنام السائبة في الشوارع الرئيسية والميادين العامة. وفيما يخص قرية المرجانية الخيرية أرجع رئيس بلدية محافظة رابغ تدني مستوى النظافة في القرية إلى التصميم العشوائي من حيث التخطيط الذي لا يتناسب مع المتطلبات الصحية، ولا يراعي العادات الاجتماعية، بعد أن تم تحويلها إلى موقع لتصدير الخردة ومخلفات البناء. مشيرا إلى أن البلدية عضو في لجنة شكلت لدراسة الوضع العام للقرية، وتوصلت إلى توصيات إيجابية سيتم تنفيذها عبر مشروعين سيبدأ العمل فيهما قريبا يتعلقان بمضاعفة أعداد الحاويات وتعبيد شوارع المرجانية بالكامل. واعتبر المهندس فقيه أن المحافظة في مأمن من مخاطر السيول كون مجاري الأودية مرصودة لدى البلدية والأهالي، ولا تشكل أية خطورة على الأحياء، مؤكدا في الوقت ذاته أن إنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار مأخوذ في الإعتبار. وكشف رئيس بدية رابغ عن قرب تنفيذ مركز للخدمات التنموية شمال المحافظة يضم مجمعا للدوائر الحكومية، ومجمعات تجارية للتسوق، إلى جانب المركز الحضاري والثقافي الجاري تنفيذه والمتوقع تسليمه في نهاية العام الحالي في مدخل المحافظة من الجهة الشرقية. من جهته يرى محافظ محافظة رابغ السابق محمد بركة بن مبيريك أن أبناء محافظة رابغ لم يأخذوا فرصتهم الكاملة للعمل في المصانع والمنشآت الخدمية الكبرى في المحافظة منذ عدة سنوات، على الرغم من تأهيل العديد من الشباب أكاديميا. وأبان ابن مبيريك أن رابغ تحمل إرثا تاريخيا يعود إلى عصر ما قبل الإسلام ومنها انطلق أول سهم في الإسلام من يد الصحابي سعد بن أبي وقاص وفيها ميقات الجحفة الذي يقصده آلاف الحجاج وزوار مكة والمدينة من الشام ومصر.