لاتزال أوضاع سوق الأسهم السعودية مستقرة وضمن قناتها الصاعدة التي بدأت بداية هذا العام من مستويات 6121 نقطة، واستطاع المؤشر بتفاعل كبير من الأسهم القيادية اختراق مقاومته السابقة المسجلة في أكتوبر الماضي عند نقطة 6578 نقطة، حيث عجز المؤشر عن تجاوزها مرات عديدة لأسباب مختلفة منها: انخفاض معدلات السيولة المتداولة وطرح أسهم اكتتاب أولوية لبعض الشركات المدرجة والتي قامت برفع روؤس أموالها مما أدى إلى تباطؤ حركتها وخروج السيولة منها لحين استقرارها ومراقبة آثار رفع رأس المال عليها من حيث النمو بقوائم الدخل، إضافة إلى الشركات التي توالى إدراجها في قطاعات مختلفة وخصوصا قطاع التأمين. ورغم مرور أسبوع من أبريل (نسيان) وانتهاء الربع الأول، لم تعلن إلا شركات تعد على أصابع اليد الواحدة عن القوائم المالية والنتائج الربعية، فيما لم يلاحظ صدور أية نتائج عن القطاع المصرفي والذي لا يزال تحت موجة ضغط سعري برغم انتهاء موجة التشاؤم التي أثرت على القطاع، حيث يلاحظ حدوث تذبذبات حادة أحيانا على تداولات الشركات مثلما حدث على البنك الفرنسي هذا الأسبوع والذي أسهم في هبوط المؤشر الثلاثاء، حيث كان سهم البنك الفرنسي أكثر الأسهم هبوطا بصورة حادة للقطاع المصرفي حيث هبط بنسبة 7 في المائة، وإذا كان سهم الكهرباء في ذلك اليوم تماثل معه في الأداء إضافة إلى سهم سافكو، فإن ذلك قد يعود إلى قيام هذه الشركات بإقرار التنويعات النقدية وبالتالي انتهاء المحفز الذي من أجله ارتفعت أسعار هذه الأسهم أخيرا، لكن ذلك لا يمنع مستقبلا من عودة انتعاش الأسعار وصعودها إلى مستويات أعلى فيما لو تمكنت تلك الشركات أو غيرها من تحقيق نمو متصاعد بأرباحها ونتائجها الجديدة. والجدير ذكره أن هناك أسهما مازالت متماسكة، وعلى رأسها سهم سابك الذي لا يزال ميزان السوق، فهو السهم الذي يوازن حركة المؤشر وحتى لو حدث هبوط حاد على بعض الأسهم المؤثرة في المؤشر، فإن استقرار سهم سابك يخفف من حدة عمليات الهبوط تلك وربما يعيد ثقة المتداولين بها وعودة التداولات عليها، ولذا فإن مراقبة تحركات هذا السهم هي الأهم سواء في الفترة الماضية أو المقبلة من هذا العام، ولا نتصور حدوث تبدل في الأدوار مع أسهم أخرى كالاتصالات السعودية أو الراجحي، فصعود هذه الأسهم لايعني توقف حركة سهم سابك، بل يمكن القول إن صعود هذه الأسهم مرهون بصعود سهم سابك، إذ لو حدث العكس، فإن هذه الأسهم بدون شك ستتعرض لانتكاسة قوية. وفنيا، أغلق سهم سابك دون متوسط 5 أيام، لكنه بمحاذاة أو فوق متوسط 10 أيام، حيث أن متوسط 10 أيام عند سعر 98.5 ريال وإقفال السهم عند سعر 99 ريالا، يمثل إيجابية جيدة تعطي اطمئنانا لابأس به، لكن لابد أيضا من مراقبة ومتابعة متوسط 25 يوما والذي يعتبر دعما مهما للسهم والسوق معا، والواقع عند 97.5 ريال، فكسره هو الدعم السابق له عند 96 سيعود بالسهم إلى سعر 92 ريالا. وقد يحدث مثل هذا الوضع إذا لم يستطع اختراق سعر 102 ريال. أما مؤشر السوق فيقع ضمن نطاق إيجابية ملحوظة، حيث إن استقراره عند نقطة 6770 نقطة يشكل أملا جديدا في أخذ قوة دافعة لاختراق مقاومة 6830 نقطة، حيث ينتظر تسجيل مقاومة جديدة خلال الأسبوع المقبل عند 6856 وصولا إلى نقطة 6905 نقاط، شريطة عدم كسر 6721 نقطة والإغلاق دونها.