إلى الساعة الواحدة فقط من ظهر يوم أمس، وصل عدد ردود القراء إلى حوالي 162 تعقيبا بالتعليق على خبر احتجاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لفتاة عشرينية في مركز فرعي للهيئة الوارد ذكرها في سياق الخبر في منطقة تبوك. على نحو مهني أفهم الخبر تماما، ولكنني من الناحية الأخرى من الصعوبة بمكان سرد قصة أخرى تتجاوز ما جاء في الخبر بعد فحصه وتحليله مجردا من أية إضافات. بشأن القصة فيما انتهت إليه، فنحن من ناحية أخرى في مواجهة وفحص هذه الردود يجب علينا الاعتماد على رأيين. الرأي الأول ما جاء بطي الخبر نفسه من الداخل بحسب نشر صحيفة عكاظ للخبر نفسه، إذ تشير بعض التفاصيل التي يعتمد عليها متن الخبر .. إلى أن هناك مشادة كلامية بين أعضاء الهيئة وبين المصلين، فالمصلون باستماعهم إلى صوت استغاثة ناتج عن ضرب الفتاة أرادوا أن يعرفوا ماذا يدور في داخل فرع الهيئة .. وبدور أعضاء الهيئة نهروا المصلين بدليل أن أعضاء الهيئة ردوا على المصلين هاء بهاء وكلمة بإثر أخرى، هكذا قالوا لهم إن هذا ليس من شأنكم. نحن هنا أمام سابقة خطيرة وقد تكون لاحقة فالسوابق واللواحق لا يعلم بها إلا الله. وفي قصة مثل هذه يفترض أن يكون بعض أعضاء الهيئة في تبوك أو في أقصى الحدود الشمالية قد استمعوا وسمعوا لصوت فتاة عشرينية تستغيث، فمن حق الهيئة أن تسأل صاحب الدار أو المكان أو ما هو واقع بحيازته إيجارا أو تملكا .. وعلى الطرف الآخر أن يجيب، فالهيئة تملك حق السؤال في مواطن كهذه مقرونة بتلك، وأما أن تتحول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجزئيتها الآيلة إليه فيما هي واقعة بالمسؤوليه عنه، فالناس أيضا بوصفهم يمثلون بعضا من هذه الأمة يفترض عليهم توجيه السؤال إلى الهيئة، فالهيئة، أفرادا وجهة ذات اختصاص ليس من حقها درء الأسئلة ولا منع التساؤلات. وأيا كان عليه الحال، ومهما كان يجري في الداخل، فمن حق الفتاة أيضا أن تتولى بالقول والإشارة ما لا يعرفه الرأي العام عما كان يدور في الداخل، ولماذا كانت تستغيث. الرأي العام يجب أن يعرف ذلك كله بحقيقته .. وبمثل ما حدث له وورد عليه، فإن كان أفراد الهيئة يعملون خيرا، فنسأل الله أن يتقبل منهم أحسن ما عملوه، ويتوب على الفتاة من هروبها، فلعلهم كانوا يعظونها، ولعلها توجست خوفا من الأسئلة فبكت وصاحت وصرخت واستغاثت، وأما إذا كان غير ذلك من أشياء لا دليل للرأي العام عليها، فيكفي يكفي يكفي فقط أن ردود الناس إلى الساعة الواحدة وصلت إلى حوالي 162ردا، وشخصيا فقد ذهلت من هذا العدد أن يصل ما وصل إليه من ردود في ظرف ساعات قلائل. غير أني فهمت وعرفت تماما أن هناك مواجهة فيما وراء القصة ومن بعدها ومن قبل أيضا، ونحن في انتظار الناطق الإعلامي لشرطة منطقة تبوك .. أن يقول لنا بعضا من جزئيات الحقيقة، وخاصة أن قصة احتجاز الفتاة لدى هيئة الأمر بالمعروف في منطقة تبوك لا يفترض بها وحدها أن تخص الهيئة، ولكنه تخص أيضا كل مواطن وتخص الصحافة وتخص العام رأيا وادعاء .. ومن بعد ومن قبل فالناس أمانة في أيديكم ومن الواجب عليهم أن يقولوا بعد حمد الله والثناء عليه شكرا إليك ولك اللهم ربنا شكرا وثناء عليك لأنك وضعتنا في أيد أمينة .. يا أيها الناس، اتقو الله وقولوا قولا سديدا!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة