لا أحد يعرف ما كانت تتعرض له فتاة تبوك العشرينية حين كانت تحتجزها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمدة ساعتين، شهود العيان سمعوا صرخات الفتاة واستغاثتها وصوتا يشبه الضرب وشهدوا بما سمعوا، والتقرير الطبي كشف عن كدمات على قدمي الفتاة، ودار الحماية لاحظت آثار خنق على عنق الفتاة استدعت أن تعرض هيئة التحقيق أعضاء الهيئة على الفتاة لتتعرف على من خنقها فتعرفت على من تقول إنه فعل ذلك بها، وحقيقة ما حدث تظل غائبة ومعلقة بين دعوى الفتاة وتقارير المستشفى وملاحظة دار الحماية وإنكار الهيئة، وتظل أجهزة التحقيق هي وحدها القادرة على معرفة هذه الحقيقة والمؤتمنة عليها والتي ندرك أنها لن تخشى في الحق لومة لائم وأنها تعمل بموجب قانون لا أحد فوقه وتحافظ على حقوق مواطن استأمنها الوطن على أمنه وسلامته. لا أحد يعرف ما حدث، والأهم من ذلك أن لا أحد يمكن له أن يتنبأ بما كان من الممكن أن يحدث لتلك الفتاة لو لم ينبر جماعة المصلين للسؤال عن سر استغاثة الفتاة وطرقهم على باب مقر الهيئة المغلق دون تلك الفتاة التي كانت تستغيث في مبنى لا يوجد فيه إلا رجال ليس بينهم محرم لها، وحين نبأهم موظف الهيئة أن ذلك ليس من شأنهم سارعوا إلى إبلاغ الشرطة التي سارعت بدورها إلى إنقاذ الفتاة. القصة التي تشبه الفضيحة إن لم تكن فضيحة تمشي على قدمين وتطير بجناحين تكشف دورا مقلوبا، فبدل أن تكون الهيئة هي من يسارع إلى إنقاذ فتاة من براثن من يعتدي عليها من المواطنين سارع المواطنون إلى إنقاذ الفتاة من براثن الهيئة، مقدمين النموذج الأمثل للاحتساب في أجمل صورة وأروعها، هؤلاء المواطنون لم يتربصوا بمركز الهيئة، لم يتركوا صلاتهم لكي يضبطوا الهيئة وهي تغلق باب المركز على الفتاة، لم ينتظروا إلى أن تعالى صراخ الفتاة لكي يداهموا مركز الهيئة بالسؤال، هؤلاء المواطنون انصرفوا لصلاتهم وحين فرغوا منها سمعوا ما سمعوه فهبوا للسؤال، وحين صدهم موظف الهيئة لجأوا إلى جهة الاختصاص ممثلة في الشرطة لكي ينقذوا الفتاة. هؤلاء المواطنون قدموا ما قاموا به احتسابا مثاليا ضد من يستخدم الاحتساب ليخترق النظام ويعتدي على الحرمات ويبيح لنفسه أن يحتجز فتاة ثم يقول للناس إن نجدتها ليست من اختصاصهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة