هل يحق لنا أن نقول إن الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، تعيش هذه الأيام عصرها الذهبي؟ فهي ما فتئت تحفل بنشاط فكري وعمل ثقافي متواتر، وقد جعلها ذلك محط الأنظار وسلط الضوء عليها، بعد أن ظلت سنين طويلة، تعيش حالة من البيات الفكري والعلمي دفع بالكثيرين إلى نسيانها والإنصراف بعيدا عنها يطلبون بغيتهم في غيرها من الجامعات. وإذا تذكرنا أن الجامعة الإسلامية تختلف عن غيرها من جامعاتنا، في كونها تضم في نسيج طلابها طلابا مسلمين من مختلف بقاع العالم، أدركنا أهمية أن تكون هذه الجامعة جسرا يربط بيننا وبين العالم، نستطيع من خلاله أن نكون مؤثرين في توجيه دفة الفكر الإنساني، وناشرين للعلم والحق. وإذا كنا ننظر إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على أنها جسرنا الذي شيدناه لنعبر من فوقه إلى عالم العلوم والتقنية الذي يصلنا بالعالم الحديث وما فيه من حضارة وقوة علمية وصناعية، فإن الجامعة الإسلامية هي جسرنا الذي ننطلق منه لنكون مؤثرين في الفكر العربي ومسهمين في تشكيله وتوجيهه. وهذا ما يجعلني أتساءل؛ لم لا تفتح هذه الجامعة الشامخة أبوابها لتستقبل الطالبات كما تستقبل الطلاب، خاصة أن معظم الطلاب فيها من المسلمين الوافدين من غير العرب، وفتح مجال الدراسة فيها للنساء سيمكنهن من الإسهام في نقل المعرفة الإسلامية الصحيحة والثقافة العربية إلى مجتمعاتهن، مما يعين في تصحيح ما يقال من أباطيل عن الإسلام، بما في ذلك نفي التهمة المروجة ضده، بأنه دين ظالم للمرأة، مقص لها عن الحياة الاجتماعية، مقر التمييز ضدها، مما جعل نسبة كبيرة من النساء غير المسلمات المتشربات بتلك الأفكار، كارهات للدين الإسلامي، مزدريات له، ناظرات إليه كعنوان للتخلف ومجافاة الإنسانية. وفتح الباب للنساء ليفدن للدراسة في الجامعة الإسلامية، (مسلمات أو غير مسلمات) كما هو الحال في (كاوست) يتيح للنساء التعرف عن قرب إلى حقيقة الإسلام، ويسهم في نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة في العالم، وقد ينتهي بهن إلى إسلام البعض منهن، إن كن غير مسلمات. إن الجامعة الإسلامية حين تفتح أبوابها لاستقبال الدارسات من النساء، هي لا تأتي بشيء جديد أو دخيل على الثقافة الإسلامية، كل ما تفعله هو أنها تبعث ما دفن من صور الحضارة الإسلامية المجيدة، حين كانت النساء تفد إلى المساجد الكبرى لتجلس إلى الحلقات التعليمية تستمع إلى دروس العلماء وهي تلقي على النساء والرجال معا، في ساحات الحرم الشريف وفي المسجد النبوي وفي المسجد الأموي في دمشق وفي غيره من المساجد الكبيرة في عواصم العالم الإسلامي. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة