قال معالي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وزير العدل إن من نعمة الله عز وجل، أن الهدي النبوي الشريف هدي قائم، في أساسه، على الرحمة والاعتدال، ونبذ التطرف في الأقوال والأفعال. وهو ميزان الوسطية، والحَكم الفصل فيما نأتي ونذر. إذ بات واضح، بين ظاهر، لكل طالب حق. وقد حرصت بلادنا – حرسها الله وأعزها – خلال مسيرتها المباركة، منذ التأسيس، إلى العهد الميمون المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين، على التزام ذلك النهج، والسير في ظلاله في كل مناحي الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية. ولا تزال الأمة عبر الزمان، تتعرض إلى ما ينغص هذه الرؤية الواضحة، وينال من هذا النهج السديد. وديدنها مواجهة ذلك بالمواقف الصارمة الحاسمة، التي تقطع دابر الشر، وتجتث الفتنة من جذورها. لا تتوانى، أو تحابي، أو تلين على حساب الدين، أو الوطن. لقد تعلمنا على مر التاريخ، أن مثل هذه الفتن تخبو، وتتفكك أفكارها، حين يكبت أصحابها، ويؤخذ على أيديهم، وتستعمل معهم وسائل المناصحة الأخوية، التي تفيض بالمودة والرحمة، كونهم مسلمين أولا، ثم باعتبارهم أفرادا من المجتمع، وجزءا من تركيبة الوطن فكريا وعمليا. وللمملكة تجربة رائدة في هذا الصدد. استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة على مستوى المناصحة، بالتودد والترغيب. أما على مستوى المواجهة، فقد أبلت الجهات المختصة في هذا المجال بلاء حسنا، وقدمت جهدا مشكورا، لقي ارتياح الجميع. واليوم، يأتي مؤتمر (الإرهاب.. بين تطرف الفكر، وفكر التطرف). الذي تنظمه مشكورة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، برعاية كريمة، ومشكورة، من رجل الأمن الأول، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية. حيث يسعى المؤتمر إلى تأكيد تبرئة الإسلام مما ألصقه به أعداؤه من خارجه، والمنحرفون من بعض أبنائه. ومعالجة الإرهاب والتطرف من الناحية الفكرية النظرية، لبيان مدى الانحراف الفكري الذي وقع فيه من ابتلي بالتطرف والإرهاب، فأبعد النجعة، وورط نفسه في دماء المسلمين وأموالهم، وجر على أمته مزيداً من العداوات، وأجج الصراعات في كل بقعة على هذه الأرض. حفظ الله لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا، وأقر أعيننا بمزيد من التوفيق والسداد، لقادتنا، وولاة أمرنا، والأمن والرخاء لمملكتنا المباركة.